[ ص: 127 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض مهدا الذي في موضع نعت لربي أي لا يضل ربي الذي جعل . ويجوز أن يكون خبر ابتداء مضمر أي هو الذي . ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعني . وقرأ الكوفيون ( مهدا ) هنا وفي ( الزخرف ) بفتح الميم وإسكان الهاء . الباقون ( مهادا ) واختاره
أبو عبيد وأبو حاتم لاتفاقهم على قراءة (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=6ألم نجعل الأرض مهادا ) .
النحاس : والجمع أولى لأن مهدا مصدر وليس هذا موضع مصدر إلا على حذف ؛ أي ذات مهد .
المهدوي : ومن قرأ مهدا جاز أن يكون مصدرا كالفرش أي مهد لكم الأرض مهدا ، وجاز أن يكون على تقدير حذف المضاف ؛ أي ذات مهد . ومن قرأ ( مهادا ) جاز أن يكون مفردا كالفراش . وجاز أن يكون جمع ( مهد ) استعمل استعمال الأسماء فكسر . ومعنى " مهادا " أي فراشا وقرارا تستقرون عليها .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وسلك لكم فيها سبلا أي طرقا . نظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=19والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=10الذي جعل لكم الأرض مهادا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وأنزل من السماء ماء وهذا آخر كلام
موسى ، ثم قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به وقيل : كله من كلام
موسى .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به أي بالحرث والمعالجة ؛ لأن الماء المنزل سبب خروج النبات .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53أزواجا من نبات شتى ضروبا وأشباها ، أي أصنافا من النبات المختلفة الأزواج والألوان . وقال
الأخفش التقدير أزواجا شتى من نبات . قال : وقد يكون النبات شتى ؛ ف ( شتى ) يجوز أن يكون نعتا لأزواج ، ويجوز أن يكون نعتا للنبات . وشتى مأخوذ من شت الشيء أي تفرق . يقال : أمر شت أي متفرق . وشت الأمر شتا وشتاتا تفرق ؛ واستشت مثله . وكذلك التشتت . وشتته تشتيتا فرقه . وأشت بي قومي أي فرقوا أمري . والشتيت المتفرق . قال رؤبة يصف إبلا :
[ ص: 128 ] جاءت معا واطرقت شتيتا وهي تثير الساطع السختيتا
وثغر شتيت أي مفلج . وقوم شتى ، وأشياء شتى ، وتقول : جاءوا أشتاتا ؛ أي متفرقين ؛ واحدهم شت ؛ قاله
الجوهري .
nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا أنعامكم أمر إباحة . وارعوا من رعت الماشية الكلأ ، ورعاها صاحبها رعاية ؛ أي أسامها وسرحها ؛ لازم ومتعد .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54إن في ذلك لآيات لأولي النهى أي العقول . الواحدة نهية . قال لهم ذلك ؛ لأنهم الذين ينتهى إلى رأيهم . وقيل : لأنهم ينهون النفس عن القبائح . وهذا كله من
موسى احتجاج على
فرعون في إثبات الصانع جوابا لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=49فمن ربكما يا موسى . وبين أنه إنما يستدل على الصانع اليوم بأفعاله .
nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم يعني
آدم - عليه السلام - لأنه خلق من الأرض ؛ قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق الزجاج وغيره . وقيل : كل نطفة مخلوقة من التراب ؛ على هذا يدل ظاهر القرآن . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (
ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته ) أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ في باب
ابن سيرين ، وقال : هذا حديث غريب من حديث عون لم نكتبه إلا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12063أبي عاصم النبيل ، وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة . وقد مضى هذا المعنى مبينا في سورة ( الأنعام ) عن
ابن مسعود . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني : إذا وقعت النطفة في الرحم انطلق الملك الموكل بالرحم فأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق الله النسمة من النطفة ومن التراب ؛ فذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى .
وفي حديث
البراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=863902إن العبد المؤمن إذا خرجت روحه صعدت به الملائكة فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة ، فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا فيستفتحون لها فيفتح فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة ، فيقول الله - عز وجل - : اكتبوا لعبدي كتابا في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم [ ص: 129 ] وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده وذكر الحديث . وقد ذكرناه بتمامه في كتاب ( التذكرة ) وروي من حديث
علي - رضي الله عنه - ؛ ذكره
الثعلبي . ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وفيها نعيدكم أي بعد الموت
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55ومنها نخرجكم أي للبعث والحساب .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55تارة أخرى يرجع هذا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم لا إلى نعيدكم . وهو كقولك اشتريت ناقة ودارا وناقة أخرى ؛ فالمعنى : من الأرض أخرجناكم ونخرجكم بعد الموت من الأرض تارة أخرى .