قال رحمه الله : القاضي القرآن عربي كله لا عجمية فيه
وقال قوم : فيه لغة غير العرب ، واحتجوا بأن المشكاة هندية والإستبرق فارسية . وقوله : { وفاكهة وأبا } قال بعضهم : الأب ليس من لغة العرب والعرب قد تستعمل اللفظة العجمية فقد استعمل في بعض القصائد العثجاة يعني صدر المجلس ، وهو معرب كمشكاة . وقد تكلف إلحاق هذه الكلمات بالعربية وبين أوزانها وقال كل كلمة في القرآن استعملها أهل لغة أخرى فيكون أصلها عربيا ، وإنما غيرها غيرهم تغييرا ما كما غير القاضي العبرانيون فقالوا للإله لاهوت وللناس ناسوت . وأنكر أن يكون في القرآن لفظ عجمي مستدلا بقوله تعالى : { لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين } [ ص: 85 ] وقال : أقوى الأدلة قوله تعالى : { ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي } ولو كان فيه لغة العجم لما كان عربيا محضا بل عربيا وعجميا ، ولاتخذ العرب ذلك حجة وقالوا : نحن لا نعجز عن العربية أما العجمية فنعجز عنها . وهذا غير مرضي عندنا ; إذ اشتمال جميع القرآن على كلمتين أو ثلاث أصلها عجمي وقد استعملتها العرب ووقعت في ألسنتهم لا يخرج القرآن عن كونه عربيا وعن إطلاق هذا الاسم عليه ولا يتمهد للعرب حجة ، فإن الشعر الفارسي يسمى فارسيا وإن كانت فيه آحاد كلمات عربية إذا كانت تلك الكلمات متداولة في لسان الفرس ; فلا حاجة إلى هذا التكلف .