( القاعدة الرابعة ) الاستعداد التام للحرب لأجل الإرهاب المانع منها
إن الذي يجب أن تكون عليه الدولة قبل الحرب ، هو إعداد الأمة كل ما تستطيع من أنواع القوة الحربية ورباط الخيل في كل زمان بحسبه ، على أن يكون القصد الأول من ذلك إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة أو مصالحها ، أو على أفراد منها أو متاع لها حتى في غير بلادها ؛ لأجل أن تكون آمنة في عقر دارها ، مطمئنة على أهلها ومصالحها وأموالها ، وهذا يسمى في عرف هذا العصر بالسلم المسلحة أو التسليح السلمي ، وتدعيه الدول العسكرية فيه زورا وخداعا فتكذبها أعمالها ، ولكن الإسلام امتاز على الشرائع كلها بأن جعله دينا مفروضا ، فقيد به الأمر بإعداد القوى والمرابطة للقتال ، وذلك قوله عز وجل : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ( 8 : 60 ) .