الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12899 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ( ح قال: وأخبرنا ) أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد ، ثنا الحسن بن مكرم ، قالا: ثنا روح بن عبادة ، ثنا زكريا بن إسحاق ، ثنا أبو الزبير ، عن جابر ، قال: جاء أبو بكر - رضي الله عنه - يستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد الناس جلوسا على بابه لم يؤذن لأحد منهم ، قال: فأذن لأبي بكر - رضي الله عنه - فدخل ، ثم أقبل عمر - رضي الله عنه - فاستأذن ، فأذن له ، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا حوله نساؤه واجم ساكت ، قال: فقال عمر - رضي الله عنه: لأقولن شيئا أضحك النبي - صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله لو رأيت ابنة خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها ، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: وهن حولي كما ترى يسألنني النفقة ، قال: فقام أبو بكر - رضي الله عنه - إلى عائشة ، فوجأ عنقها ، وقام عمر - رضي الله عنه - إلى حفصة ، فوجأ عنقها ، وكلاهما يقول: تسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ليس عنده ، فقلن: والله ، لا نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ليس عنده ، ثم اعتزلهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرا ، أو تسعة وعشرين يوما ، ثم نزلت هذه الآية: ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا ) حتى بلغ: ( للمحسنات منكن أجرا عظيما ) ، قال: فبدأ بعائشة - رضي الله عنها ، فقال: يا عائشة إني أحب أن أعرض عليك أمرا ، فأحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ، قالت: وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية ، فقالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ، بل أختار الله ورسوله ، أسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت ، قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها ، إن الله لم يبعثني معنتا ، ولكن بعثني معلما ميسرا . رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب ، عن روح بن عبادة .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية