الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                15091 باب من قال بتخيير المفقود إذا قدم بينها وبين الصداق ومن أنكره

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد : عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي لفظا قالا : نا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب [ ص: 446 ] أنا عبد الوهاب بن عطاء ، نا سعيد عن قتادة عن أبي نضرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن رجلا من قومه من الأنصار خرج يصلي مع قومه العشاء فسبته الجن ففقد فانطلقت امرأته إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقصت عليه القصة فسأل عنه عمر قومه فقالوا : نعم خرج يصلي العشاء ففقد فأمرها أن تربص أربع سنين فلما مضت الأربع سنين أتته فأخبرته فسأل قومها فقالوا نعم فأمرها أن تتزوج فتزوجت فجاء زوجها يخاصم في ذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يغيب أحدكم الزمان الطويل لا يعلم أهله حياته . فقال له : إن لي عذرا يا أمير المؤمنين . قال : وما عذرك ؟ قال خرجت أصلي العشاء فسبتني الجن فلبثت فيهم زمانا طويلا فغزاهم جن مؤمنون أو قال مسلمون شك سعيد فقاتلوهم فظهروا عليهم فسبوا منهم سبايا فسبوني فيما سبوا منهم فقالوا نراك رجلا مسلما ولا يحل لنا سبيك فخيروني بين المقام وبين القفول إلى أهلي فاخترت القفول إلى أهلي فأقبلوا معي أما بالليل فليس يحدثوني وأما بالنهار فعصار ريح أتبعها . فقال له عمر رضي الله عنه : فما كان طعامك فيهم ؟ قال : الفول وما لم يذكر اسم الله عليه . قال : فما كان شرابك فيهم ؟ قال : الجدف . قال قتادة : والجدف ما لا يخمر من الشراب . قال : فخيره عمر رضي الله عنه بين الصداق وبين امرأته .

                                                                                                                                                ( قال سعيد ) وحدثني ( مطر ) عن أبي نضرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه مثل حديث قتادة إلا أن مطرا زاد فيه قال : أمرها أن تعتد أربع سنين وأربعة أشهر وعشرا .

                                                                                                                                                ( قال وأنا ) عبد الوهاب ، أنا أبو مسعود الجريري عن أبي نضرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه مثل ما روى قتادة عن أبي نضرة .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية