الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13392 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ، قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، أخبرني عروة بن الزبير : أنه سأل عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله - عز وجل: ( وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) ، قالت: يا ابن أختي ، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها ، تشاركه في ماله ، فيعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها ، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره ، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ، ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق ، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن ، قال عروة : قالت عائشة - رضي الله عنها: ثم إن الناس استفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية فيهن ، فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية: ( يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن ) ، قال: والذي ذكر أنه يتلى عليهم في الكتاب: الآية الأولى التي قال فيها: ( وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) ، قالت عائشة - رضي الله عنها: وقال الله - عز وجل - في الآية الأخرى: ( وترغبون أن تنكحوهن ) : رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال ، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن . رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وحرملة ، عن ابن وهب .

                                                                                                                                                ( وأخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنبأ محمد بن بكر ، ثنا أبو داود ، ثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري - وهو أبو الطاهر ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، فذكره بنحوه ، وقال في آخره: قال يونس ، وقال ربيعة في قول الله - عز وجل: ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ) 113 ، قال: يقول: اتركوهن إن خفتم ، فقد أحللت لكم أربعا .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية