الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 178 ] قال : ( ويكره أن يقول الرجل في دعائه أسألك بمعقد العز من عرشك ) وللمسألة عبارتان هذه ومقعد العز ; ولا ريب في كراهية الثانية ; لأنه من القعود ، وكذا الأولى ; لأنه يوهم تعلق عزه بالعرش وهو محدث والله تعالى بجميع صفاته قديم .

                                                                                                        وعن أبي يوسف رحمه الله أنه لا بأس به ، وبه أخذ الفقيه أبو الليث رحمه الله ; لأنه مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم روي " { أنه كان من دعائه اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة }" ولكنا نقول هذا خبر واحد فكان الاحتياط في الامتناع .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الثاني والأربعون : روي أنه كان من دعائه عليه السلام : { اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الأعظم ، وجدك الأعلى ، وكلماتك التامة } ; قلت : رواه البيهقي في كتاب " الدعوات الكبير " أخبرنا أبو طاهر الزيادي أنبأ أبو عثمان البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ثنا عامر بن خداش ثنا عمر بن هارون البلخي عن ابن جريج عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار ، وتتشهد بين كل ركعتين ، فإذا [ ص: 179 ] تشهدت في آخر صلاتك ، فأثن على الله عز وجل ، وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات ، وآية الكرسي سبع مرات ، وقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات ، ثم قل : اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، واسمك الأعظم ، وكلماتك التامة ، ثم سل حاجتك ، ثم ارفع رأسك . ثم سلم يمينا وشمالا ، ولا تعلموها السفهاء ، فإنهم يدعون بها ، فيستجاب }انتهى .

                                                                                                        ورواه ابن الجوزي في " كتاب الموضوعات " من طريق أبي عبد الله الحاكم ثنا محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي ثنا محمد بن أشرس ثنا عامر بن خداش به ، سندا ومتنا ، قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع بلا شك ، وإسناده مخبط كما ترى ، وفي إسناده عمر بن هارون ، قال ابن معين فيه : كذاب ، وقال ابن حبان : يروي عن الثقات المعضلات ، ويدعي شيوخا لم يرهم ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن القراءة في السجود انتهى كلامه .

                                                                                                        وعزاه السروجي " للحلية " وما وجدته فيها .




                                                                                                        الخدمات العلمية