الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
و ( أن لا تعبدوا ) يحتمل أن يكون أن حرف تفسير ، لأن في تفصيل الآيات معنى القول ، وهذا أظهر ، لأنه لا يحتاج إلى إضمار . وقيل : التقدير : لأن لا تعبدوا ، أو بأن لا تعبدوا ، فيكون مفعولا من أجله ، ووصلت ( أن ) بالنهي . وقيل : ( أن ) نصبت لا تعبدوا ، فالفعل خبر منفي . وقيل : ( أن ) : هي المخففة من الثقيلة ، وجملة النهي [ ص: 201 ] في موضع الخبر ، وفي هذه الأقوال العامل : فصلت . وأما من أعربه أنه بدل من لفظ ( آيات ) أو من موضعها ، أو التقدير : من النظر أن لا تعبدوا إلا الله ، أو : في الكتاب ألا تعبدوا ، أو هي : أن لا تعبدوا ، أو : ضمن أن لا تعبدوا ، أو : تفصيله أن لا تعبدوا ، فهو بمعزل عن علم الإعراب .

والظاهر عود الضمير في منه إلى الله ، أي : إني لكم نذير من جهته وبشير ، فيكون في موضع الصفة ، فتعلق بمحذوف ، أي : كائن من جهته . أو تعلق بنذير ، أي : أنذركم من عذابه إن كفرتم ، وأبشركم بثوابه إن آمنتم . وقيل : يعود على الكتابة ، أي : نذير لكم من مخالفته ، وبشير منه لمن آمن وعمل به . وقدم النذير لأن التخويف هو الأهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية