أخبرنا الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي سماعا بدمشق، أنبأنا الأمير أبو محمد الحسن بن علي العلوي ببغداد سماعا عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا القاضي أبو البركات أحمد بن عبد الوهاب الفراء، أنبأنا الشريف أبو جعفر محمد بن عبد الله الحسيني ، حدثنا أبو بكر الخضر بن داود بمكة، حدثنا حدثني الزبير بن بكار، ، عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد أبيه قال: ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) . قال: أحدكم من أنفسكم، لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح" . وروينا عن قال: أنبأنا ابن سعد ، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي أبيه، قال: كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم، فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان من أمر الجاهلية.
وروينا مرفوعا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وعائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خرجت من نكاح غير سفاح" .
[ ص: 77 ] رجع إلى الأول: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهيب بن عبد مناف بن زهرة وهو يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا، فزوجه آمنة بنت وهب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه فوقع عليها، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت، فقال لها: ما لك لا تعرضين علي اليوم ما عرضت بالأمس؟ فقالت له: فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة. وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل أنه كائن في هذه الأمة نبي. قال كان تزوجها وعمره ثلاثون سنة، وقيل: خمس وعشرون، وقيل بينهما ثمانية وعشرون عاما. وتزوج أبو عمر: عبد المطلب في ذلك المجلس هالة بنت وهيب بن عبد مناف فولدت له حمزة ، والمقوم ، وحجلا وصفية أم الزبير. قال لما تزوج محمد بن السائب الكلبي: عبد الله بن عبد المطلب آمنة أقام عندها ثلاثا، وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.