وعند ابن إسحاق: جبار بن صخر، بدل سلمة بن حريس. قال ثم ابن سعد: ، عمرو بن أمية الضمري وسلمة بن أسلم بن حريس إلى أبي سفيان بن حرب بمكة، وذلك سرية أن قال لنفر من أبا سفيان بن حرب، قريش: ألا أحد يغتر محمدا؟ فإنه يمشي في الأسواق، فأتاه رجل من الأعراب، فقال: قد وجدت أجمع الرجال قلبا، وأشدهم بطشا، وأسرعهم شدا، فإن أنت قويتني خرجت إليه حتى أغتاله، [ ص: 159 ] ومعي خنجر مثل خافية النسر، فأسوره، ثم آخذه في عير، وأسبق القوم عدوا فإني هاد بالطريق خريت . قال: أنت صاحبنا، فأعطاه بعيرا، ونفقة، وقال: اطو أمرك، فخرج ليلا، فسار على راحلته خمسا، وصبح ظهر الحرة صبح سادسة. ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دل عليه، فعقل راحلته، ثم أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في مسجد بني عبد الأشهل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن هذا ليريد غدرا، فذهب ليجنئ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجذبه بداخلة إزاره، فإذا بالخنجر، فأسقط في يديه، وقال دمي دمي. فأخذ أسيد بن الحضير أسيد بلبته فذعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصدقني ما أنت؟ قال: وأنا آمن؟ قال: نعم. فأخبره بأمره، وما جعل له فخلى عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو سفيان، ، عمرو بن أمية الضمري وسلمة بن أسلم إلى وقال: إن أصبتما منه غرة فاقتلاه، فدخلا أبي سفيان بن حرب، مكة، ومضى يطوف بالبيت ليلا، فرآه عمرو بن أمية فعرفه، فأخبر معاوية بن أبي سفيان، قريشا بمكانه، فخافوه وطلبوه، وكان فاتكا في الجاهلية، وقالوا: لم يأت عمرو لخير، فحشد له أهل مكة، وتجمعوا، وهرب عمرو ، وسلمة، فلقي عمرو ، عبيد الله بن مالك بن عبيد الله التيمي، فقتله، وقتل آخر من بني الديل سمعه يتغنى ويقول:
ولست بمسلم ما دمت حيا ولست أدين دين المسلمينا
ولقي رسولين لقريش بعثتهما يتجسسان الخبر، فقتل أحدهما وأسر الآخر، فقدم به المدينة، فجعل عمرو يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.[ ص: 160 ]