[ ص: 310 ] حج أبي بكر بالناس في سنة تسع
قال قالوا : استعمل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ابن سعد : على الحج ، فخرج في ثلاثمائة رجل من أبا بكر الصديق المدينة ، وبعث معه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعشرين بدنة ، قلدها وأشعرها بيده ، عليها ناجية بن جندب الأسلمي ، وساق خمس بدنات ، فلما كان أبو بكر بالعرج - وابن عائذ يقول : بضجنان - لقيه على ناقة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، القصواء ، فقال له علي بن أبي طالب استعملك رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، على الحج ؟ قال : لا ، ولكن بعثني أقرأ براءة على الناس ، وأنبذ إلى كل ذي عهد عهده . فمضى أبو بكر : فحج بالناس ، أبو بكر براءة يوم النحر عند الجمرة ، علي بن أبي طالب ونبذ إلى كل ذي عهد عهده ، وقال : وقرأ ولا لا يحج بعد العام مشرك ، ثم رجعا قافلين إلى يطوف بالبيت عريان ، المدينة .
وفيما ذكر أن المشركين كانوا يحجون مع المسلمين ، ويعارضهم المشركون بإعلاء أصواتهم ليغلطوهم بذلك : لا شريك لك إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك . ويطوف رجال منهم عراة ، ليس على رجل منهم ثوب بالليل ، يعظمون بذلك الحرمة ، ويقول أحدهم : أطوف بالبيت كما ولدتني أمي ، ليس علي شيء من الدنيا خالطه الظلم ، فكره رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أن يحج ذلك العام ، وأمر الله ببراءة ، وذكر تمام الخبر . وفيه : ابن عائذ : المسجد الحرام بعد ذلك العام ، وبين لهم مدة الله التي ضرب على لسان نبيه أربعة أشهر يسيحون فيها حيث شاؤوا ، فقالوا : بل الآن ، لا نبتغي تلك المدة نبرأ منك ومن ابن عمك ، إلا من الضرب والطعن ، فحج الناس عامهم ذلك ، فلما رجعوا أرغب الله المشركين فدخلوا في الإسلام طوعا وكرها . وكان العهد بين رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وبين المشركين عاما وخاصا ، فالعام : أن لا يصد أحد عن البيت جاءه ، ولا يخاف أحد في الأشهر الحرم ، فانتقض ذلك بسورة [ ص: 311 ] براءة ، والخاص بين رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وبين قبائل من العرب إلى آجال مسماة ، ولذلك قال : ( فلما كان يوم النحر يوم الحج الأكبر ، أذن ببراءة من عهد كل مشرك لم يسلم ، أن لا يدخل إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ) الآية . ذكر معناه ، وذكر تمام الآي من سورة براءة وتفسيرها . ابن إسحاق
*** [ ص: 312 ]