فلما صرع صاحب اللواء انتشر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وصاروا كتائب متفرقة، فجاسوا العدو ضربا حتى أجهضوهم عن أثقالهم، وحملت خيل المشركين على المسلمين ثلاث مرات، كل ذلك تنضح بالنبل، فترجع مفلولة، وحمل المسلمون على المشركين فنهكوهم قتلا.
وذكر أن ابن عائذ: طلحة المذكور في هذا الخبر هو ابن عثمان أخو شيبة من بني عبد الدار، وكان بيده لواء المشركين يومئذ، وأن علي بن أبي طالب. الرجل الذي كان بيده لواء المسلمين المهاجرين
والذي قاله في هذه القصة: قال: ويقال: إن ابن هشام أبا سعيد بن أبي طلحة خرج بين [ ص: 12 ] الصفين، فنادى: أنا قاصم من يبارزني؟ مرارا، فلم يخرج إليه أحد، فقال: يا أصحاب محمد: زعمتم أن قتلاكم في الجنة، وأن قتلانا في النار، كذبتم واللات، لو تعلمون ذلك حقا لخرج إلي بعضكم، فخرج إليه فاختلفا ضربتين فقتله علي بن أبي طالب، علي رضي الله عنه.
قال وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن هشام: سمرة بن جندب الفزاري ، أحد بني حارثة، وهما ابنا خمس عشرة سنة، وكان قد ردهما، فقيل له: إن ورافع بن خديج رافعا رام ، فأجازه فلما أجاز رافعا قيل له: يا رسول الله: فإن سمرة يصرع رافعا، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد ، أسامة بن زيد ، وعبد الله بن عمر ، وزيد بن ثابت وأسيد بن ظهير، ثم أجازهم يوم الخندق وهم أبناء خمس عشرة سنة .
قرأت على أبي الهيجاء غازي بن أبي الفضل: أخبركم سماعا قال: أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا ، حدثنا أبو بكر القطيعي حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن أحمد، يحيى ، عن أخبرني عبيد الله، نافع، أن النبي صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه، ثم عرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه. ابن عمر; عن
رواه ، عن أبو داود الإمام أحمد.
وأخبرتنا السيدة مؤنسة خاتون ابنة السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب رحمهما الله، ورحم سلفها، سماعا، قالت: أخبرتنا أم هانئ عفيفة بنت أحمد [ ص: 13 ] الفارقانية إجازة، قالت: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الدشتج ، أخبرنا ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف ، حدثنا جعفر بن أحمد ، حدثنا ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا إسماعيل بن عياش أبو بكر الهذلي ، عن نافع; أن سأله: هل تدرون ما شهد عمر بن عبد العزيز مع النبي صلى الله عليه وسلم من المغازي؟ فقال نعم، حدثنا عبد الله بن عمر قال: كانت غزوة بدر وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، فلم أخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت غزوة أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة، فخرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآني استصغرني فردني، وخلفني في حرس عبد الله بن عمر، المدينة في نفر ردهم، منهم: ، زيد بن ثابت وأوس بن عرابة بن أوس ، وكان رافع أطولنا يومئذ، فأنفذه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرده معنا، وكانت غزوة الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة، وأنفذني فغزوت معه، فلما حدث هذا الحديث دعا كاتبه، فقال: أعجل علي كاتبا إلى الأمصار كلها، فإن رجالا يقدمون إلي يستفرضون لأبنائهم وإخوانهم، فانظروا من فرضت له فاسألوهم عن أسنانهم، فمن كان منهم ابن خمس عشرة سنة فافرضوا له في المقاتلة، ومن كان دون ذلك فافرضوا له في الذرية. ورافع بن خديج، كذا وقع في هذا الخبر أوس بن عرابة، وإنما هو عرابة بن أوس وأبوه أوس بن قيظي كان من كبار المنافقين، وهو أحد القائلين: إن بيوتنا عورة. وعرابة الذي يقول فيه الشماخ بن ضرار:
رأيت عرابة الأوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
قال ابن إسحق: وتعبأت قريش، وهم ثلاثة آلاف رجل، ومعهم مائتا فرس.
قال ابن عقبة: وليس في المسلمين فرس واحد، قال الواقدي: أبي بردة. لم يكن مع المسلمين يوم أحد من الخيل إلا فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرس
قال ابن عقبة: فجعلوا على ميمنة الخيل وعلى ميسرتها خالد بن الوليد، عكرمة بن أبي جهل.