أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل أن لا أقوم الدهر في الكيول
أضرب بسيف الله والرسول
قال ابن إسحق: وقال رأيت إنسانا يحمس الناس حمسا شديدا فصمدت. إليه ، فلما حملت عليه السيف ولول ، فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة. أبو دجانة:
وقاتل حتى قتل حمزة بن عبد المطلب أرطاة بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، وكان أحد النفر الذين يحملون اللواء، ثم مر به سباع بن عبد العزى الغبشاني، فقال له: هلم يا ابن مقطعة البظور. وكانت أمه ختانة بمكة ، فلما التقيا ضربه حمزة فقتله، قال وحشي غلام والله إني لأنظر إلى جبير بن مطعم: حمزة يهد الناس بسيفه، فما يليق شيئا، مثل الجمل الأورق، إذ تقدم إليه سباع بن عبد العزى الغبشاني، فضربه ضربة، فكأنما أخطأ رأسه، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت في ثنته، حتى خرجت من بين رجليه، فأقبل نحوي، فغلب، فوقع، فأمهلته، حتى إذا مات جئته فأخذت [ ص: 18 ] حربتي، ثم تنحيت إلى العسكر، ولم يكن لي بشيء حاجة غيره.
وقاتل دون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل، وكان الذي قتله مصعب بن عمير ابن قمئة الليثي، وهو يظنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى قريش، فقال: قتلت محمدا، فلما قتل مصعب، أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية عليا.
وقال قتل ابن سعد: فأخذ اللواء ملك في صورة مصعب بن عمير، مصعب، وحضرت الملائكة يومئذ، ولم تقاتل، وحكى دنو القوم بعضهم من بعض، والرماة يرشقون خيل المشركين، فتولي هوارب، فصاح طلحة بن أبي طلحة صاحب اللواء: من يبارز؟ فبرز له علي فقتله، وهو كبش الكتيبة الذي تقدمت الإشارة إليه في الرؤيا، ثم حمل لواءهم عثمان بن أبي طلحة، فحمل عليه حمزة فقطع يده وكتفه، حتى انتهى إلى مؤتزره وبدا سحره، ثم حمله أبو سعيد بن أبي طلحة، فرماه فأصاب حنجرته فقتله، ثم حمله سعد بن أبي وقاص، مسافع بن طلحة، فرماه عاصم بن ثابت فقتله، ثم حمله الحارث بن طلحة، فرماه عاصم فقتله، ثم حمله كلاب بن طلحة، فقتله ثم حمله الزبير بن العوام، الجلاس بن طلحة، فقتله طلحة بن عبيد الله، ثم حمله أرطاة بن شرحبيل، فقتله ثم حمله علي بن أبي طالب، شريح بن قارط، فلسنا ندري من قتله، ثم حمله صواب غلامهم فقيل، قتله وقيل: سعد بن أبي وقاص،
علي، وقيل: قزمان، وهو أثبت الأقاويل.
رجع إلى خبر والتقى ابن إسحاق: حنظلة بن أبي عامر الغسيل ، فلما استعلاه وأبو سفيان، حنظلة رآه شداد بن الأوس بن شعوب علا فضربه أبا سفيان، شداد فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم أنزل الله تعالى نصره على المسلمين، فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر، وكانت الهزيمة لا شك فيها. "إن صاحبكم (يعني حنظلة) لتغسله الملائكة، فسئلت صاحبته فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لذلك [ ص: 19 ] غسلته الملائكة،
وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد ، عن أنه قال: والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم عبد الله بن الزبير; هند بنت عتبة، وصواحبها مشمرات هوارب، ما دون أخذهن قليل ولا كثير، إذ مالت الرماة إلى العسكر حتى كشفنا القوم عنه، وخلوا ظهورنا للخيل، فأتينا من خلفنا، وصرخ صارخ: ألا إن محمدا قد قتل، فانكفأنا، وانكفأ القوم علينا بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم.
قال وحدثني بعض أهل العلم: أن اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته ابن إسحاق: عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لقريش، فلاثوا به ، وكان آخر من أخذ اللواء منهم صواب ، فقاتل به حتى قطعت يداه، ثم برك عليه، فأخذه بصدره وعنقه حتى قتل عليه.
قال فلما قتل أصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين لا يلوون على شيء، ونساؤهم يدعون بالويل، وتبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاؤوا حتى أجهضوهم عن العسكر، ووقعوا ينتهبون العسكر ويأخذون ما فيه من الغنائم، وتكلم الرماة الذين على عينين واختلفوا بينهم، وثبت أميرهم ابن سعد: عبد الله بن جبير في نفر يسير دون العشرة [مكانهم] وقال: فانطلقوا يتبعون العسكر، وينتهبون معهم، وخلوا الجبل، ونظر لا أجاوز أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغنى، ووعظ أصحابه وذكرهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، قد انهزم المشركون، فما مقامنا هاهنا؟ إلى خلاء الجبل وقلة أهله، فكر بالخيل، وتبعه خالد بن الوليد فحملوا على من بقي من الرماة فقتلوهم، وقتل أميرهم عكرمة بن أبي جهل، عبد الله بن جبير وانتفضت صفوف المسلمين، واستدارت رحالهم، وجالت الريح فصارت دبورا، وكانت قبل ذلك صبا، ونادى إبليس ، إن محمدا قد [ ص: 20 ] قتل، واختلط المسلمون، فصاروا يقتتلون على غير شعار، ويضرب بعضهم بعضا، ما يشعرون به من العجلة، والدهش، ونادى المشركون بشعارهم: بالعزى وبهبل. فأوجعوا في المسلمين قتلا ذريعا، وولى من ولى منهم يومئذ .