وذكر أبو عمر النمري في الاستيعاب: سهيل بن عامر بن سعد فيهم، وأظنه سهل بن عامر الذي ذكرناه، على أنه ذكر ذلك في ترجمتين، إحداهما في باب سهل والأخرى في باب سهيل، والمختلف في قتله في هذه الواقعة مختلف في حضوره، فأرباب المغازي متفقون على أن الكل قتلوا إلا ، عمرو بن أمية الضمري وكعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، فإنه جرح يوم بئر معونة ومات بالخندق. [ ص: 72 ]
وقال ابن سعد: جبريل عليه السلام بذلك، فقال: "وعليهم السلام" لما أحيط بهم قالوا: اللهم إنا لا نجد من يبلغ رسولك منا السلام غيرك، فأقرئه منا السلام، فأخبره وقال: فقد عمرو بن أمية عامر بن فهيرة من بين القتلى، فسأل عنه عامر بن الطفيل، فقال: قتله رجل من بني كلاب يقال له: جبار بن سلمى، فلما قتله قال: فزت والله، ورفع إلى السماء، فأسلم جبار بن سلمى لما رأى من قتل عامر بن فهيرة، ورفعه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين" .
وروينا عن قال: أخبرنا ابن سعد ، حدثنا الفضل بن دكين ، عن سفيان بن عيينة عاصم قال: سمعت قال: ما أنس بن مالك، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على أحد ما وجد على أصحاب بئر معونة.
وروينا من طريق قال: حدثنا مسلم، قال: قرأت على يحيى بن يحيى، مالك ، عن عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: أنس بن مالك، رعل ولحيان وعصية، عصت الله ورسوله. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا، يدعو على
قال أنزل الله في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه ثم نسخ بعد "أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه" كذا وقع في هذه الرواية، وهو يوهم أن أنس: بني لحيان ممن أصاب القراء يوم بئر معونة، وليس كذلك، وإنما أصاب هؤلاء رعل وذكوان وعصية ومن صحبهم من سليم. وأما بنو لحيان فهم الذين أصابوا بعث الرجيع، وإنما أتى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم كلهم في وقت واحد، فدعا على الذين أصابوا أصحابه في الموضعين دعاء واحدا. [ ص: 73 ]