وروينا عن القاضي أبي الفضل عياض رحمه الله محمدا وأحمد قال: في هذين الاسمين من بدائع آياته وعجائب خصائصه أن الله جل اسمه حمى أن يسمى بهما أحد قبل زمانه، أما أحمد الذي أتى في الكتب وبشرت به الأنبياء، فمنع الله تعالى بحكمته أن يسمى به أحد غيره، ولا يدعى به مدعو قبله; حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك، وكذلك في تسميته صلى الله عليه وسلم محمد أيضا لم يسم به أحد من العرب ولا غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده صلى الله عليه وسلم وميلاده: أن نبيا يبعث اسمه محمد، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو والله أعلم حيث يجعل رسالاته، وهم: محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري ، ومحمد بن براء البكري ، ومحمد بن سفيان بن مجاشع ، ومحمد بن حمران الجعفي ، ومحمد بن خزاعي السلمي لا سابع لهم. ويقال: إن أول من سمي به محمد بن سفيان، واليمن تقول: بل محمد بن اليحمد الأزدي. ثم حمى الله كل من تسمى به أن يدعي النبوة أو يدعيها أحد له، حتى تحققت التسميتان له، ولم ينازع فيهما، والله أعلم.
[ ص: 90 ]