وروينا من طريق من حديث أبي داود ، عن أبي الجوزاء ، ، رضي الله تعالى عنه ، قال : ابن عباس السجل ، كان كاتبا لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
وروينا من طريق النزال بن سبرة ، عن علي ، قال : كان ابن خطل يكتب قدام النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا نزل : ( غفور رحيم ) كتب : رحيم غفور ، وإذا نزل : ( سميع عليم ) كتب : عليم سميع . وفيه : فقال ابن خطل : ما كنت أكتب إلا ما أريد . [ ص: 414 ] ثم كفر ، ولحق بمكة، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "من قتل ابن خطل فهو في الجنة" ، فقتل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة .
هذا وهم ، والنزال بن سبرة له صحبة ، وروايته عن علي مخرجة في الكتب ، وإنما الحمل فيه على من هو دونه ، وهذه الواقعة معروفة عن ابن أبي سرح ، وهو ممن كان النبي ، عليه الصلاة والسلام ، أهدر دمه يوم الفتح كابن خطل ، فقتل ابن خطل ، ودخل بابن أبي سرح على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فراجع الإسلام بين يديه ، عليه الصلاة والسلام ، فقبله بعد تلوم ، وقد أوردنا ذلك قبل هذا في يوم الفتح . ولم ينقم على عثمان بن عفان ، ابن أبي سرح بعد ذلك شيء في إسلامه ، ومات ساجدا ، رحمه الله ، ورضي عنه .
وذكر ابن دحية فيهم رجلا من بني النجار غير مسمى ، قال : كان يكتب الوحي لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ثم تنصر ، فلما مات لم تقبله الأرض .