وروينا في الصحيح ، من حديث رضي الله عنها ؛ عائشة أحد ؟ فقال : "لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت على وجهي وأنا مهموم ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، [ ص: 234 ] فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال ؛ لتأمره بما شئت فيهم . فناداني ملك الجبال ، فسلم علي فقال : يا محمد ، ذلك لك فما شئت ؟ وإن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم .
وذكر ابن هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عن أهل الطائف ولم يجيبوه لما دعاهم إليه من تصديقه ونصرته ، صار إلى حراء ، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره ، فقال : أنا حليف ، والحليف لا يجير . فبعث إلى ، فقال : إن سهيل بن عمرو بني عامر لا تجير على بني كعب . فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك ، ثم تسلح المطعم وأهل بيته ، وخرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ادخل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى عنده ، ثم انصرف إلى منزله .
ولأجل هذه السابقة التي سلفت للمطعم بن عدي بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى