وروينا حديث أبي فزارة ، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث ، حدثنا ، قال : عبد الله بن مسعود نصيبين . فقال : أفلح هذان وأفلح قومهما ، وأمر لهما بالروث والعظم طعاما ولحما ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بعظم أو روثة أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إني قد أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجن ، فليقم معي رجل منكم ، ولا يقم رجل في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ، فقمت معه ، وأخذت إداوة فيها نبيذ ، فانطلقت معه فلما برز خط لي خطا وقال لي : لا تخرج منه فإنك إن خرجت لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة . قال : ثم انطلق فتوارى عني حتى لم أره ، فلما سطع الفجر أقبل ، فقال لي : أراك قائما . فقلت ما قعدت . فقال : ما عليك لو فعلت . قلت : خشيت أن أخرج منه . فقال : أما إنك لو خرجت منه لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة . هل معك وضوء ؟ قلت : لا ، فقال : ما هذه الإداوة ؟ قلت : [ ص: 237 ] فيها نبيذ . قال : تمرة طيبة وماء طهور . فتوضأ وأقام الصلاة ، فلما قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن فسألاه المتاع . فقال : ألم آمر لكما ولقومكما بما يصلحكما ؟ قالا : بلى ، ولكن أحببنا أن يشهد بعضنا معك الصلاة . فقال : ممن أنتما ؟ قالا : من أهل .
رويناه من حديث وهذا لفظه . قيس بن الربيع
ومن حديث الثوري ، ، وإسرائيل وشريك ، والجراح بن مليح ، وأبي عميس كلهم عن أبي فزارة .
وغير طريق أبي فزارة ، عن أبي زيد لهذا الحديث أقوى منها ، للجهالة الواقعة في أبي زيد ، ولكن أصل الحديث مشهور عن من طرق ابن مسعود حسان متظافرة يشهد بعضها لبعض ويشد بعضها بعضا ، ولم يتفرد طريق أبي زيد إلا بما فيها من التوضؤ بنبيذ التمر ، وليس ذلك مقصودنا الآن . ويكفي من أمر الجن ما في سورة الرحمن ، وسورة قل أوحي إلي ، وسورة الأحقاف ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ) الآيات .
[ ص: 238 ]