الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7395 ) ومن اقتنى كلبا عقورا ، فأطلقه ، فعقر إنسانا ، أو دابة ، ليلا أو نهارا ، أو خرق ثوب إنسان ، فعلى صاحبه ضمان ما أتلفه ; لأنه مفرط باقتنائه ، إلا أن يدخل إنسان داره بغير إذنه ، فلا ضمان فيه ; لأنه متعد بالدخول ، متسبب بعدوانه إلى عقر الكلب له . وإن دخل بإذن المالك ، فعليه ضمانه ; لأنه تسبب إلى إتلافه .

                                                                                                                                            وإن أتلف الكلب بغير العقر ، مثل أن ولغ في إناء إنسان ، أو بال ، لم يضمنه مقتنيه ; لأن هذا لا يختص به الكلب العقور . قال القاضي : وإن اقتنى سنورا يأكل أفراخ الناس ، ضمن ما أتلفه ، كما يضمن ما أتلفه الكلب العقور ، ولا فرق بين الليل والنهار وإن لم يكن له عادة بذلك ، لم يضمن صاحبه جنايته ، كالكلب إذا لم يكن عقورا . ولو أن الكلب العقور أو السنور حصل عند إنسان ، من غير اقتنائه ولا اختياره ، فأفسد ، لم يضمنه ; لأنه لم يحصل الإتلاف بسببه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية