الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7515 ) ومن استعار فرسا ليغزو عليه ، ففعل ، فسهم الفرس للمستعير ، وبهذا قال الشافعي ، لأنه يتمكن من الغزو عليه بإذن صحيح شرعي ، فأشبه ما لو استأجره . وعن أحمد ، رواية أخرى ، أن سهم الفرس لمالكه ، لأنه من نمائه ، فأشبه ولده . وبهذا قال بعض الحنفية .

                                                                                                                                            وقال بعضهم : لا سهم للفرس ; لأن مالكه لم يستحق سهما ، فلم يستحق للفرس شيئا ، كالمخذل والمرجف ، والأول أصح ; لأنه فرس قاتل عليه من يستحق سهما ، وهو مالك لنفعه ، فاستحق سهم الفرس ، كالمستأجر ، ولأن سهم الفرس مستحق بمنفعته ، وهي للمستعير بإذن المالك فيها ، وفارق النماء والولد ، فإنه غير مأذون له فيه .

                                                                                                                                            فأما إن استعاره لغير الغزو ، ثم غزا عليه ، فهو كالفرس المغصوب ، على ما سنذكره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية