ومن تعاقلوا على الأنساب ، وإن تباعدت منازلهم واختلفت الباديتان ; لأن تناصرهم بالأنساب ولأن حالهم في معنى الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد بينا أنه قضى بالعقل على الأقارب لا ديوان له من أهل البادية ونحوهم الذين عواقلهم في العطاء ; لأن أهل الأمصار إنما يقوم بنصرتهم والذب عنهم أهل العطاء من أهل ديوانهم لا أهل إخوة البادية ، وهو إنما يتقوون بأهل العطاء ، وكذلك ولا يعقل أهل البادية عن أهل الأمصار ; لأنهم يتقوون بهم ولا ينصر بعضهم بعضا ، وإن كانوا إخوة لأب وأم ، وإنما ينصر كل واحد منهم أهل العطاء . لا يعقل أهل العطاء عن أهل البادية