أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون
[ ص: 21 ] لا يوصف الله تعالى بالتعجب ، وإنما المراد أن أسماعهم وأبصارهم يومئذ جدير بأن يتعجب منهما بعد ما كانوا صما وعميا في الدنيا ، وقيل : معناه : التهديد بما سيسمعون ويبصرون مما يسوءهم ويصدع قلوبهم ، أوقع الظاهر ، أعني : الظالمين موقع الضمير ، إشعارا بأن لا ظلم أشد من ظلمهم ؛ حيث أغفلوا الاستماع والنظر حين يجدي عليهم ويسعدهم ، والمراد بالضلال المبين : إغفال النظر والاستماع ، قضي الأمر : فرغ من الحساب وتصادر الفريقان إلى الجنة والنار ، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل عنه ، أي : عن قضاء الأمر ، فقال : "حين يذبح الكبش والفريقان ينظران " ، وإذ : بدل من يوم الحسرة ، أو منصوب بالحسرة ، وهم في غفلة متعلق بقوله : "في ضلال مبين " : عن ، [ ص: 22 ] الحسن وأنذرهم : اعتراض ، أو هو متعلق بأنذرهم ، أي : وأنذرهم على هذه الحال غافلين غير مؤمنين ، يحتمل أنه يميتهم ويخرب ديارهم ، وأنه يفني أجسادهم ويفني الأرض ويذهب بها .