ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون
دل بهذا على عظم شأن الحق ، وأن السماوات والأرض ما قامت ولا من فيهن إلا به ، فلو اتبع أهواءهم لانقلب باطلا ، ولذهب ما يقوم به العالم فلا يبقى له بعده قوام ، أو أراد أن الحق الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو الإسلام ، لو اتبع أهواءهم وانقلب شركا ، لجاء الله بالقيامة ، ولأهلك العالم ولم يؤخر ؛ وعن : أن الحق هو الله ، ومعناه : ولو كان الله إلها يتبع أهواءهم ويأمر بالشرك والمعاصي ، لما كان إلها ولكان شيطانا ، ولما قدر أن يمسك السماوات والأرض ، قتادة " بذكرهم" أي : بالكتاب الذي هو ذكرهم ، أي : وعظهم أو وصيتهم وفخرهم : أو بالذكر الذي كانوا يتمنونه ، ويقولون : لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين ، وقرئ : "بذكراهم " .