nindex.php?page=treesubj&link=28973_17295_19257_27521_28640_28800_30431_30437_30525_34513_4419_5366nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون nindex.php?page=treesubj&link=28973_23465_30539_33579_5366nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم
"الربا": كتب بالواو على لغة من يفخم كما كتبت الصلاة والزكاة وزيدت الألف بعدها تشبيها بواو الجمع
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275لا يقومون : إذا بعثوا من قبورهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان أي: المصروع، وتخبط الشيطان من زعمات
العرب، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع، والخبط الضرب على غير استواء كخبط العشواء، فورد
[ ص: 506 ] على ما كانوا يعتقدون، والمس: الجنون، ورجل ممسوس، وهذا أيضا من زعماتهم، وأن الجني يمسه فيختلط عقله، وكذلك جن الرجل معناه: ضربته الجن، ورأيتهم لهم في الجن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات.
فإن قلت: بم يتعلق قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275من المس ؟ قلت: بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275لا يقومون أي: لا يقومون من المس الذي بهم إلا كما يقوم المصروع، ويجوز أن يتعلق بـ(يقوم) أي: كما يقوم المصروع من جنونه، والمعنى: أنهم يقومون يوم القيامة مخبلين كالمصروعين، تلك سيماهم يعرفون بها عند أهل الموقف.
وقيل: الذين يخرجون من الأجداث يوفضون، إلا أكلة الربا فإنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين; لأنهم أكلوا الربا فأرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم، فلا يقدرون على الإيفاض "ذلك": العقاب بسبب قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إنما البيع مثل الربا .
فإن قلت: هلا قيل: إنما الربا مثل البيع; لأن الكلام في الربا لا في البيع فوجب أن يقال: إنهم شبهوا الربا بالبيع فاستحلوه، وكانت شبهتهم أنهم قالوا: لو اشترى الرجل ما لا يساوي إلا درهما بدرهمين جاز، فكذلك إذا باع درهما بدرهمين؟ قلت: جيء به على طريق المبالغة، وهو أنه قد بلغ من اعتقادهم في حل الربا أنهم جعلوه أصلا وقانونا في الحل حتى شبهوا به البيع.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وأحل الله البيع وحرم الربا : إنكار لتسويتهم بينهما، ودلالة على أن القياس يهدمه النص; لأنه جعل الدليل على بطلان قياسهم إحلال الله وتحريمه،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فمن جاءه موعظة : فمن بلغه وعظ من الله وزجر بالنهي عن الربا، "فانتهى": فتبع النهي وامتنع،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فله ما سلف : فلا يؤخذ بما مضى منه; لأنه أخذ قبل نزول التحريم،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وأمره إلى الله [ ص: 507 ] يحكم في شأنه يوم القيامة، وليس من أمره إليكم شيء فلا تطالبوه به،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275ومن عاد : إلى الربا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون : وهذا دليل بين على تخليد الفساق، وذكر فعل الموعظة لأن تأنيثها غير حقيقي، ولأنها في معنى الوعظ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن : (فمن جاءته).
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يمحق الله الربا : يذهب ببركته ويهلك المال الذي يدخل فيه، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود -رضي الله عنه-: الربا وإن كثر إلى قل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276ويربي الصدقات : ما يتصدق به بأن يضاعف عليه الثواب ويزيد المال الذي أخرجت منه الصدقة ويبارك فيه، وفي الحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=100259 "ما نقصت زكاة من مال قط" nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276كل كفار أثيم : تغليظ في أمر
nindex.php?page=treesubj&link=5366الربا وإيذان بأنه من فعل الكفار لا من فعل المسلمين.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_17295_19257_27521_28640_28800_30431_30437_30525_34513_4419_5366nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعُ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنَ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهُ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28973_23465_30539_33579_5366nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
"الرِّبَا": كُتِبَ بِالْوَاوِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يُفَخِّمُ كَمَا كُتِبَتِ الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَزِيدَتِ الْأَلِفُ بَعْدَهَا تَشْبِيهًا بِوَاوِ الْجَمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275لا يَقُومُونَ : إِذَا بُعِثُوا مِنْ قُبُورِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ أَيِ: الْمَصْرُوعُ، وَتَخَبُّطُ الشَّيْطَانِ مِنْ زَعَمَاتِ
الْعَرَبِ، يَزْعُمُونَ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَخْبِطُ الْإِنْسَانَ فَيُصْرَعُ، وَالْخَبْطُ الضَّرْبُ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ كَخَبْطِ الْعَشْوَاءِ، فَوَرَدَ
[ ص: 506 ] عَلَى مَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَ، وَالْمَسُّ: الْجُنُونُ، وَرَجُلٌ مَمْسُوسٌ، وَهَذَا أَيْضًا مِنْ زَعَمَاتِهِمْ، وَأَنَّ الْجِنِّيَّ يَمَسُّهُ فَيَخْتَلِطُ عَقْلُهُ، وَكَذَلِكَ جُنَّ الرَّجُلُ مَعْنَاهُ: ضَرَبَتْهُ الْجِنُّ، وَرَأَيْتُهُمْ لَهُمْ فِي الْجِنِّ قِصَصٌ وَأَخْبَارٌ وَعَجَائِبُ، وَإِنْكَارُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ كَإِنْكَارِ الْمُشَاهَدَاتِ.
فَإِنْ قُلْتَ: بِمَ يَتَعَلَّقُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275مِنَ الْمَسِّ ؟ قُلْتُ: بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275لا يَقُومُونَ أَيْ: لَا يَقُومُونَ مِنَ الْمَسِّ الَّذِي بِهِمْ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الْمَصْرُوعُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ(يَقُومُ) أَيْ: كَمَا يَقُومُ الْمَصْرُوعُ مِنْ جُنُونِهِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ يَقُومُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُخَبَّلِينَ كَالْمَصْرُوعِينَ، تِلْكَ سِيمَاهُمْ يُعْرَفُونَ بِهَا عِنْدَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ.
وَقِيلَ: الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ يُوفِضُونَ، إِلَّا أَكْلَةُ الرِّبَا فَإِنَّهُمْ يَنْهَضُونَ وَيَسْقُطُونَ كَالْمَصْرُوعِينَ; لِأَنَّهُمْ أَكَلُوا الرِّبَا فَأَرْبَاهُ اللَّهُ فِي بُطُونِهِمْ حَتَّى أَثْقَلَهُمْ، فَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْإِيفَاضِ "ذَلِكَ": الْعِقَابُ بِسَبَبِ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا .
فَإِنْ قُلْتَ: هَلَّا قِيلَ: إِنَّمَا الرِّبَا مِثْلُ الْبَيْعِ; لِأَنَّ الْكَلَامَ فِي الرِّبَا لَا فِي الْبَيْعِ فَوَجَبَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُمْ شَبَّهُوا الرِّبَا بِالْبَيْعِ فَاسْتَحَلُّوهُ، وَكَانَتْ شُبْهَتُهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: لَوِ اشْتَرَى الرَّجُلُ مَا لَا يُسَاوِي إِلَّا دِرْهَمًا بِدِرْهَمَيْنِ جَازَ، فَكَذَلِكَ إِذَا بَاعَ دِرْهَمًا بِدِرْهَمَيْنِ؟ قُلْتُ: جِيءَ بِهِ عَلَى طَرِيقِ الْمُبَالَغَةِ، وَهُوَ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَ مِنِ اعْتِقَادِهِمْ فِي حِلِّ الرِّبَا أَنَّهُمْ جَعَلُوهُ أَصْلًا وَقَانُونًا فِي الْحِلِّ حَتَّى شَبَّهُوا بِهِ الْبَيْعَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا : إِنْكَارٌ لِتَسْوِيَتِهِمْ بَيْنَهُمَا، وَدَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْقِيَاسَ يَهْدِمُهُ النَّصُّ; لِأَنَّهُ جَعَلَ الدَّلِيلَ عَلَى بُطْلَانِ قِيَاسِهِمْ إِحْلَالُ اللَّهِ وَتَحْرِيمُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ : فَمَنْ بَلَغَهُ وَعْظٌ مِنَ اللَّهِ وَزَجْرٌ بِالنَّهْيِ عَنِ الرِّبَا، "فَانْتَهَى": فَتَبِعَ النَّهْيَ وَامْتَنَعَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَلَهُ مَا سَلَفَ : فَلَا يُؤْخَذُ بِمَا مَضَى مِنْهُ; لِأَنَّهُ أَخَذَ قَبْلَ نُزُولِ التَّحْرِيمِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ [ ص: 507 ] يَحْكُمُ فِي شَأْنِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَيْسَ مِنْ أَمْرِهِ إِلَيْكُمْ شَيْءٌ فَلَا تُطَالِبُوهُ بِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وَمَنْ عَادَ : إِلَى الرِّبَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ : وَهَذَا دَلِيلٌ بَيِّنٌ عَلَى تَخْلِيدِ الْفُسَّاقِ، وَذُكِّرَ فِعْلُ الْمَوْعِظَةِ لِأَنَّ تَأْنِيثَهَا غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، وَلِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْوَعْظِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ : (فَمَنْ جَاءَتْهُ).
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا : يَذْهَبُ بِبَرَكَتِهِ وَيُهْلِكُ الْمَالَ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ إِلَى قِلٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ : مَا يُتَصَدَّقُ بِهِ بِأَنْ يُضَاعِفَ عَلَيْهِ الثَّوَابَ وَيَزِيدَ الْمَالَ الَّذِي أُخْرِجَتْ مِنْهُ الصَّدَقَةُ وَيُبَارِكَ فِيهِ، وَفِي الْحَدِيثِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=100259 "مَا نَقَصَتْ زَكَاةٌ مِنْ مَالٍ قَطُّ" nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=276كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ : تَغْلِيظٌ فِي أَمْرِ
nindex.php?page=treesubj&link=5366الرِّبَا وَإِيذَانٌ بِأَنَّهُ مِنْ فِعْلِ الْكُفَّارِ لَا مَنْ فِعْلِ الْمُسْلِمِينَ.