وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون
الجنة تكون قريبة من موقف السعداء ينظرون إليها ويغتبطون بأنهم المحشورون إليها ، والنار تكون بارزة مكشوفة للأشقياء بمرأى منهم ، يتحسرون على أنهم المسوقون إليها : قال الله تعالى : وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد [ق : 31 ] وقال : فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا [الملك : 27 ] : يجمع عليهم الغموم كلها والحسرات ، فتجعل النار بمرأى منهم ، فيهلكون غما في كل لحظة ، ويوبخون على إشراكهم ، فيقال لهم : أين آلهتكم ؟ هل ينفعونكم بنصرتهم لكم . أو هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم ؛ لأنهم وآلهتهم وقود النار ، وهو قوله : فكبكبوا فيها هم أي الآلهة "والغاوون" وعبدتهم الذين برزت لهم الجحيم . والكبكبة : تكرير الكب ، جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى ، كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقر في قعرها ، اللهم أجرنا منها يا خير مستجار وجنود إبليس شياطينه ، أو متبعوه من عصاة الجن والإنس .