nindex.php?page=treesubj&link=29000_18467_28902_34112_34131_34149_34243nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=29000_28723_34091_34131nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=42إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم
الغرض تشبيه ما اتخذوه متكلا ومعتمدا في دينهم وتولوه من دون الله ، بما هو مثل عند الناس في الوهن وضعف القوة . وهو نسج العنكبوت . ألا ترى إلى مقطع التشبيه وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ؟ فإن قلت : ما معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41لو كانوا يعلمون وكل أحد يعلم وهن بيت العنكبوت ؟ قلت : معناه لو كانوا يعلمون أن هذا مثلهم وأن أمر دينهم بالغ هذه الغاية من الوهن . ووجه آخر : وهو أنه إذا صح تشبيه ما اعتمدوه في دينهم ببيت العنكبوت ، وقد صح أن أوهن البيوت بيت العنكبوت ، فقد تبين أن دينهم أوهن الأديان لو كانوا يعلمون . أو أخرج الكلام بعد تصحيح التشبيه مخرج المجاز ، فكأنه قال : وإن أوهن ما يعتمد عليه في الدين عبادة الأوثان لو كانوا يعلمون . ولقائل أن يقول : مثل المشرك الذي يعبد الوثن بالقياس إلى المؤمن الذي يعبد الله ، مثل عنكبوت يتخذ بيتا ، بالإضافة إلى رجل يبني بيتا بآجر وجص أو ينحته من صخر ، وكما أن أوهن البيوت إذا استقريتها بيتا بيتا بيت العنكبوت ، كذلك أضعف الأديان إذا استقريتها دينا دينا عبادة الأوثان لو كانوا يعلمون . قرئ : "تدعون " ، بالتاء والياء . وهذا توكيد للمثل وزيادة
[ ص: 550 ] عليه ، حيث لم يجعل ما يدعونه شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=42وهو العزيز الحكيم فيه تجهيل لهم حيث عبدوا ما ليس بشيء ؛ لأنه جماد ليس معه مصحح العلم والقدرة أصلا ، وتركوا عبادة القادر القاهر على كل شيء ، الحكيم الذي لا يفعل شيئا إلا بحكمة وتدبير .
nindex.php?page=treesubj&link=29000_18467_28902_34112_34131_34149_34243nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29000_28723_34091_34131nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=42إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
الْغَرَضُ تَشْبِيهُ مَا اتَّخَذُوهُ مُتَّكَلًا وَمُعْتَمَدًا فِي دِينِهِمْ وَتَوَلَّوْهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، بِمَا هُوَ مَثَلٌ عِنْدَ النَّاسِ فِي الْوَهْنِ وَضَعْفِ الْقُوَّةِ . وَهُوَ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ . أَلَا تَرَى إِلَى مَقْطَعِ التَّشْبِيهِ وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ؟ فَإِنْ قُلْتَ : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَكُلُّ أَحَدٍ يَعْلَمُ وَهْنَ بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ ؟ قُلْتُ : مَعْنَاهُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا مِثْلُهُمْ وَأَنَّ أَمْرَ دِينِهِمْ بَالِغٌ هَذِهِ الْغَايَةَ مِنَ الْوَهْنِ . وَوَجْهٌ آخَرُ : وَهُوَ أَنَّهُ إِذَا صَحَّ تَشْبِيهُ مَا اعْتَمَدُوهُ فِي دِينِهِمْ بِبَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ ، وَقَدْ صَحَّ أَنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ، فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ دِينَهُمْ أَوْهَنُ الْأَدْيَانِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ . أَوْ أَخْرَجَ الْكَلَامَ بَعْدَ تَصْحِيحِ التَّشْبِيهِ مَخْرَجَ الْمَجَازِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : وَإِنَّ أَوْهَنَ مَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الدِّينِ عِبَادَةُ الْأَوْثَانِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ . وَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : مَثَلُ الْمُشْرِكِ الَّذِي يَعْبُدُ الْوَثَنَ بِالْقِيَاسِ إِلَى الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَعْبُدُ اللَّهَ ، مَثَلُ عَنْكَبُوتٍ يَتَّخِذُ بَيْتًا ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى رَجُلٍ يَبْنِي بَيْتًا بِآجُرٍ وَجِصٍّ أَوْ يَنْحِتُهُ مِنْ صَخْرٍ ، وَكَمَا أَنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ إِذَا اسْتَقْرَيْتَهَا بَيْتًا بَيْتًا بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ، كَذَلِكَ أَضْعَفُ الْأَدْيَانِ إِذَا اسْتَقْرَيْتَهَا دِينًا دِينًا عِبَادَةُ الْأَوْثَانِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ . قُرِئَ : "تَدْعُونَ " ، بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ . وَهَذَا تَوْكِيدٌ لِلْمَثَلِ وَزِيَادَةٌ
[ ص: 550 ] عَلَيْهِ ، حَيْثُ لَمْ يَجْعَلُ مَا يَدْعُونَهُ شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=42وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فِيهِ تَجْهِيلٌ لَهُمْ حَيْثُ عَبَدُوا مَا لَيْسَ بِشَيْءٍ ؛ لِأَنَّهُ جَمَادٌ لَيْسَ مَعَهُ مُصَحِّحُ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ أَصْلًا ، وَتَرَكُوا عِبَادَةَ الْقَادِرِ الْقَاهِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، الْحَكِيمِ الَّذِي لَا يَفْعَلُ شَيْئًا إِلَّا بِحِكْمَةٍ وَتَدْبِيرٍ .