nindex.php?page=treesubj&link=30502مثل أعمال البر في الجسد
مثل أعمال البر في الجسد مثل أيام الربيع إذا هاج الحر من تحت الأرض وذهب البرد من الجو فإذا غشي الحر بزور الأرض وعروق الأشجار انفطرت الأرض واهتزت وربت وتوردت الأشجار والأوراد واخضرت الزروع والنبات في الأودية والجبال والبراري فهاجت ريح كل شيء فطاب الهواء فإذا طاب الهواء من انفطار هذه الأشياء ووصل نسيم الأوراد والرياحين إلى الخياشيم فصارت شفاء لأجسامهم وصلاحا لطبائعهم ومرمة لأعضائهم وذهبت عنهم زهومة الشتاء والدخان والأدناس
[ ص: 327 ] فكذا الأعمال السيئة كدرت أحوال المؤمنين ودنست جوارحهم وثقلت أركانهم ووهنت أعضاءهم فإذا خالطتها الأعمال الصالحة صارت شفاء للقلوب وقوة للأركان كأيام الربيع وطيب الهواء للأجساد التي وصفنا وحييت القلوب بالأعمال الصالحة التي ماتت من تعاطي الشهوات كالأرض حييت بالأمطار في الربيع من مياه الحياة وكذا قال جل جلاله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم أي إن الله تعالى دعاكم إليه طاعته فأجيبوه ووفوا له بما دعاكم إلى تحيي قلوبكم به
nindex.php?page=treesubj&link=30502مَثَلُ أَعْمَالِ الْبِرِّ فِي الْجَسَدِ
مَثَلُ أَعْمَالِ الْبِرِّ فِي الْجَسَدِ مَثَلُ أَيَّامِ الرَّبِيعِ إِذَا هَاجَ الْحُرُّ مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ وَذَهَبَ الْبَرْدُ مِنَ الْجَوِّ فَإِذَا غَشِيَ الْحُرُّ بُزُورِ الْأَرْضِ وَعُرُوقِ الْأَشْجَارِ انْفَطَرَتِ الْأَرْضُ وَاهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَتَوَرَّدَتِ الْأَشْجَارُ وَالْأَوْرَادُ وَاخْضَرَّتِ الزُّرُوعُ وَالنَّبَاتُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالْجِبَالِ وَالْبَرَارِي فَهَاجَتْ رِيحُ كُلِّ شَيْءٍ فَطَابَ الْهَوَاءُ فَإِذَا طَابَ الْهَوَاءُ مِنَ انْفِطَارِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ وَوَصَلَ نَسِيمُ الْأَوْرَادِ وَالرَّيَاحِينِ إِلَى الْخَيَاشِيمِ فَصَارَتْ شِفَاءً لِأَجْسَامِهِمْ وَصَلَاحًا لِطَبَائِعِهِمْ وَمَرَمَّةً لِأَعْضَائِهِمْ وَذَهَبَتْ عَنْهُمْ زُهُومَةُ الشِّتَاءِ وَالدُّخَانُ وَالْأَدْنَاسُ
[ ص: 327 ] فَكَذَا الْأَعْمَالُ السَّيِّئَةُ كَدَّرَتْ أَحْوَالَ الْمُؤْمِنِينَ وَدَنَّسَتْ جَوَارِحَهُمْ وَثَقَّلَتْ أَرْكَانَهُمْ وَوَهَّنَتْ أَعْضَاءَهُمْ فَإِذَا خَالَطَتْهَا الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ صَارَتْ شِفَاءً لِلْقُلُوبِ وَقُوَّةً لِلْأَرْكَانِ كَأَيَّامِ الرَّبِيعِ وَطِيبِ الْهَوَاءِ لِلْأَجْسَادِ الَّتِي وَصَفْنَا وَحَيِيَتِ الْقُلُوبُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي مَاتَتْ مِنْ تَعَاطِي الشَّهَوَاتِ كَالْأَرْضِ حَيِيَتْ بِالْأَمْطَارِ فِي الرَّبِيعِ مِنْ مِيَاهِ الْحَيَاةِ وَكَذَا قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ أَيْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى دَعَاكُمْ إِلَيْهِ طَاعَتَهُ فَأَجِيبُوهُ وَوَفُّوا لَهُ بِمَا دَعَاكُمْ إِلَى تَحَيِّي قُلُوبُكُمْ بِهِ