nindex.php?page=treesubj&link=32512_32510مثل الهوى في الآدمي
ومثل الهوى في الآدمي كالسحاب المطبق على الأرض كلها قد أحاط بالأفق ومن وراء السحاب شمس فإذا انكسفت الشمس صار النهار كالليل فإذا انجلت عن الكسوف في سحاب
[ ص: 113 ] فذاك نهار مقيم ذو غبار وغيم فإذا انقشع منها مثل روزنة حتى بدا منها بمقدار ذلك فأشرق نورها في الأرض أضاءت الأرض كلها بقدر ما أشرق في تلك الروزنة فلا تزال تتقشع وتتسع تلك الروزنة حتى تتقشع كلها وتفضي في جميع نواحي الأفق فتصير السماء مصحية والشمس بارزة مشرقة بكمالها على جميع الأرض في التل والجبل فالأوادية والأمصار والقرى والبيوتات والكوى فبقدر ما ينقشع السحاب تشرق الأرض بنورها ثم بقدر ما يبقى فإشراقها منكمن وهي محتجبة بذلك الباقي من الغنم فكذلك الهوى في الآدمي مطبق على الفؤاد في الصدر والنور في القلب كالشمس المنكمنة في السحاب فلا ينتفع بحرها وإشراقها وإذا غره العدو حتى أشرك بالله فقد انكشفت شمسه وصارت معرفته في كفره والكفر الغطاء فصار صدره كالليل المظلم وهو عالم بأن الله خالقه ورازقه ومميته ومالكه والعلم المنكمن في تلك الظلمة لا مستنير لعيني فؤاده وهو يقول ربي الله ثم لا يستقيم قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9ولئن سألتهم من خلق السماوات [ ص: 114 ] والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم
ومن يدبر الأمور ومن يرزقك ومن يملك السمع والأبصار ومن بيده ملكوت كل شيء فسيقولن الله ثم أشركوا به قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال
وإنما حملهم على الشرك الهوى لأن الهوى يطلب الضر والنفع والتجأ من أجل المضرة والمنفعة إلى الأوثان .وذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أم اتخذوا من دون الله شفعاء
وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا [ ص: 115 ] فإذا من الله على عبد فتح روزنة من هذا الهواء المطبق بالنور الذي لاقى هذا الطبق فخرقه وخلص إلى قلبه إشراقه فقد خرجت شمسه من الكسوف وأشرق الصدر بنور الله فاستقر القلب وأمن
فهذا عبد ممنون عليه بالإيمان حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه والذي لم يمن عليه بذلك فقلبه في غلاف وذلك الغلاف هو الهوى المطبق وذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة أي على بصر فؤاده غشاوة وتلك الغشاوة هو الهوى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون وذلك قوله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وهو الغطاء وذلك الهوى فإذا من الله عليه بهذا النور خرق ذلك الهوى فاستقر إشراقه في مكان الهوى ورحل الهوى عن موضعه فولج ذلك الإشراق في الصدر فأضاء واستنار فزكا
[ ص: 116 ] وقال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وقد خاب من دساها أي دس تلك الروزنة بظلمة الهوى وظلمة الشرك فالخائب خاب عن الحظ لأنه غاب يوم القسمة عن المقسم يوم المقادير قبل خلق السموات والأرض والعرش والكرسي واللوح فلم يحتظ من ذلك النور غاب وخاب وذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
وقال لمن شهد المقسم يوم المقادير
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122وجعلنا له نورا يمشي به في الناس
وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فهذا عبد قد من الله عليه حتى فتح من هذا الهوى المطبق روزنته حتى أشرق فيها نور المعرفة في الصدر فوجد ربه
[ ص: 117 ] واستقام له وذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
nindex.php?page=treesubj&link=32512_32510مَثَلُ الْهَوَى فِي الْآدَمِيِّ
وَمَثَلُ الْهَوَى فِي الْآدَمِيِّ كَالسَّحَابِ الْمُطْبَقِ عَلَى الْأَرْضِ كُلِّهَا قَدْ أَحَاطَ بِالْأُفُقِ وَمِنْ وَرَاءِ السَّحَابِ شَمْسٌ فَإِذَا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ صَارَ النَّهَارُ كَاللَّيْلِ فَإِذَا انْجَلَتْ عَنِ الْكُسُوفِ فِي سَحَابٍ
[ ص: 113 ] فَذَاكَ نَهَارٌ مُقِيمٌ ذُو غُبَارٍ وَغَيْمٍ فَإِذَا انْقَشَعَ مِنْهَا مَثَلُ رَوْزَنَةٍ حَتَّى بَدَا مِنْهَا بِمِقْدَارِ ذَلِكَ فَأَشْرَقَ نُورُهَا فِي الْأَرْضِ أَضَاءَتِ الْأَرْضُ كُلُّهَا بِقَدْرِ مَا أَشْرَقَ فِي تِلْكَ الرَّوْزَنَةِ فَلَا تَزَالُ تَتَقَشَّعُ وَتَتَّسِعُ تِلْكَ الرَّوْزَنَةُ حَتَّى تَتَقَشَّعَ كُلُّهَا وَتُفْضِيَ فِي جَمِيعِ نَوَاحِي الْأُفُقِ فَتَصِيرُ السَّمَاءُ مُصْحِيَةً وَالشَّمْسُ بَارِزَةَ مُشْرِقَةً بِكَمَالِهَا عَلَى جَمِيعِ الْأَرْضِ فِي التَّلِّ وَالْجَبَلِ فَالْأَوَادِيَةُ وَالْأَمْصَارُ وَالْقُرَى وَالْبُيُوتَاتُ وَالْكُوَى فَبِقَدْرِ مَا يَنْقَشِعُ السَّحَابُ تُشْرِقُ الْأَرْضُ بِنُورِهَا ثُمَّ بِقَدْرِ مَا يَبْقَى فَإِشْرَاقُهَا مُنْكَمِنٌ وَهِيَ مُحْتَجِبَةٌ بِذَلِكَ الْبَاقِي مِنَ الْغَنَمِ فَكَذَلِكَ الْهَوَى فِي الْآدَمِيِّ مُطْبِقٌ عَلَى الْفُؤَادِ فِي الصَّدْرِ وَالنُّورِ فِي الْقَلْبِ كَالشَّمْسِ الْمُنْكَمِنَةِ فِي السَّحَابِ فَلَا يَنْتَفِعُ بِحَرِّهَا وَإِشْرَاقِهَا وَإِذَا غَرَّهُ الْعَدُوُّ حَتَّى أَشْرَكَ بِاللَّهِ فَقَدِ انْكَشَفَتْ شَمْسُهُ وَصَارَتْ مَعْرِفَتُهُ فِي كُفْرِهِ وَالْكُفْرُ الْغِطَاءُ فَصَارَ صَدْرُهُ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَهُوَ عَالِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُ وَرَازِقُهُ وَمُمِيتُهُ وَمَالِكُهُ وَالْعِلْمُ الْمُنْكَمِنُ فِي تِلْكَ الظُّلْمَةِ لَا مُسْتَنِيرَ لِعَيْنَيْ فُؤَادِهِ وَهُوَ يَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ لَا يَسْتَقِيمُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=9وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ [ ص: 114 ] وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ
وَمِنْ يُدَبِّرُ الْأُمُورَ وَمَنْ يَرْزُقُكَ وَمَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ فَسَيَقُولُنَّ اللَّهُ ثُمَّ أَشْرَكُوا بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=31أَفَلا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=32فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقُّ إِلا الضَّلالُ
وَإِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَى الشِّرْكِ الْهَوَى لِأَنَّ الْهَوَى يَطْلُبُ الضُّرَّ وَالنَّفْعَ وَالْتَجَأَ مِنْ أَجْلِ الْمَضَرَّةِ وَالْمَنْفَعَةِ إِلَى الْأَوْثَانِ .وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=43أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ
وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا [ ص: 115 ] فَإِذَا مَنَّ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فَتَحَ رَوْزَنَةً مِنْ هَذَا الْهَوَاءِ الْمُطْبَقِ بِالنُّورِ الَّذِي لَاقَى هَذَا الطَّبَقَ فَخَرَقَهُ وَخَلَصَ إِلَى قَلْبِهِ إِشْرَاقُهُ فَقَدْ خَرَجَتْ شَمْسُهُ مِنَ الْكُسُوفِ وَأَشْرَقَ الصَّدْرُ بِنُورِ اللَّهِ فَاسْتَقَرَّ الْقَلْبُ وَأَمِنَ
فَهَذَا عَبْدٌ مَمْنُونٌ عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ حَبَّبَ إِلَيْهِ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قَلْبِهِ وَالَّذِي لَمْ يَمُنَّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ فَقَلْبُهُ فِي غُلَافٍ وَذَلِكَ الْغُلَافُ هُوَ الْهَوَى الْمُطْبَقُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً أَيْ عَلَى بَصَرِ فُؤَادِهِ غِشَاوَةٌ وَتِلْكَ الْغِشَاوَةُ هُوَ الْهَوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=23فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَهُوَ الْغِطَاءُ وَذَلِكَ الْهَوَى فَإِذَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَذَا النُّورِ خَرَقَ ذَلِكَ الْهَوَى فَاسْتَقَرَّ إِشْرَاقُهُ فِي مَكَانِ الْهَوَى وَرَحَلَ الْهَوَى عَنْ مَوْضِعِهِ فَوَلَجَ ذَلِكَ الْإِشْرَاقُ فِي الصَّدْرِ فَأَضَاءَ وَاسْتَنَارَ فَزَكَا
[ ص: 116 ] وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا أَيْ دَسَّ تِلْكَ الرَّوْزَنَةِ بِظُلْمَةِ الْهَوَى وَظُلْمَةِ الشِّرْكِ فَالْخَائِبُ خَابَ عَنِ الْحَظِّ لِأَنَّهُ غَابَ يَوْمَ الْقِسْمَةِ عَنِ الْمُقْسِمِ يَوْمَ الْمَقَادِيرِ قَبْلَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْعَرْشَ وَالْكُرْسِيَّ وَاللَّوْحَ فَلَمْ يَحْتَظِ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ غَابَ وَخَابَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ
وَقَالَ لِمَنْ شَهِدَ الْمُقْسِمَ يَوْمَ الْمَقَادِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَهَذَا عَبْدٌ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ مِنْ هَذَا الْهَوَى الْمُطْبَقِ رَوْزَنَتَهُ حَتَّى أَشْرَقَ فِيهَا نُورُ الْمَعْرِفَةِ فِي الصَّدْرِ فَوَجَدَ رَبَّهُ
[ ص: 117 ] وَاسْتَقَامَ لَهُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا