الوجه الأول من وجوه الإعجاز الوجه الأول من وجوه إعجازه وكيف لا وقد
nindex.php?page=treesubj&link=18626_28741احتوى على علوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب، ولا أحاط بعلمها أحد في كلمات قليلة وأحرف معدودة. قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38ما فرطنا في الكتاب من شيء . وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء . وقال - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939790ستكون فتن. قيل: وما المخرج منها، قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم. أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، قال: من أراد العلم فعليه بالقرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.
[ ص: 13 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: يعني أصول العلم. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، قال: أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب، أودع علومها أربعة منها: التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، ثم أودع علوم الثلاثة في الفرقان. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الإمام الشافعي رضي الله عنه: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة، وجميع السنة شرح للقرآن. وقال أيضا: جميع ما حكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مما فهمه من القرآن. ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم -: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911627إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه، ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه ". أخرجه بهذا اللفظ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وجه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب الله. أخرجهما
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أيضا: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها. فإن قيل: من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة، قلنا: ذلك مأخوذ من كتاب الله في الحقيقة، لأن كتاب الله أوجب علينا اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفرض علينا الأخذ بقوله. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي مرة
بمكة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله. فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم،
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير، عن
ربعي بن حراش، عن
[ ص: 14 ] nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703006اقتدوا باللذين من بعدي: nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر. وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان عن
مسر بن كدام، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب: أنه أمر بقتل المحرم الزنبور. وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=hadith&LINKID=711335عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال: لعن الله الواشمة والمستوشمة، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله. فبلغ ذلك امرأة من بني أسد، فقالت له: بلغني أنك لعنت كيت وكيت! فقال: وما لي لا ألعن من لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله، فقالت: "قد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول". قال: إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه. أما قرأت: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . قالت: بلى. قال: فإنه قد نهى عنه. وحكى
ابن سراقة في كتاب الإعجاز عن
أبي بكر بن مجاهد، أنه قال: ما شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله عز وجل، فقيل: فأين ذكر الخانات، قال في قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=29ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم . فهي الخانات. وقال
ابن برجان: ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من شيء فهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد، فهمه من فهمه، وعمي عنه من عمي، وكذا كل ما حكم أو قضى به، وإنما يدركه الطالب من ذلك بقدر اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهمه. وقال غيره: ما من شيء إلا يمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله، حتى إن بعضهم استنبط عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا وستين سنة من قوله في سورة المنافقين:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها . فإنها رأس ثلاث وستين سورة وأعقبها بالتغابن في فقده. وقال
ابن أبي الفضل المرسي: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا واهبها والمتكلم بها، ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما خلا ما استأثر به
[ ص: 15 ] سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم، مثل الخلفاء الأربعة،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله. ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهمم، وفترت العزائم، وتضاءل أهل العلم، وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه، فنوعوا علومه، وقامت كل طائفة بفن من فنونه، فاعتنى قوم بضبط لغاته، وتحرير كلماته، ومعرفة مخارج حروفه، وعد كلماته وآياته وسوره، وأحزابه، وأنصافه وأرباعه، وعدد سجداته، والتعليم عند كل عشر آيات، إلى غير ذلك، من حصر الكلمات المتشابهة، والآيات المتماثلة، من غير تعرض لمعانيه، ولا تدبر لما أودع فيه، فسموا القراء. واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال، والحروف العاملة وغيرها، وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها، وضروب الأفعال واللازم والمتعدي، ورسوم خط الكلمات، وجميع ما تعلق به، حتى إن بعضهم أعرب مشكله، وبعضهم أعربه كلمة كلمة. واعتنى المفسرون بألفاظه، فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد، ولفظا يدل على معنيين، ولفظا يدل على أكثر، فأجروا الأول على حكمه، وأوضحوا معنى الخفي منه، وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني، وأعمل كل فكره، وقال بمقتضى نظره. واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية، والشواهد الأصلية والنظرية، مثل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا . إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، فاستنبطوا منه أدلة على وحدانية الله ووجوده، وقدمه، وبقائه، وقدرته وعلمه، وتنزهه عما لا يليق به، وسموا هذا العلم بأصول الدين. وتأملت طائفة منهم معاني خطابه، فرأت منها ما يقتضي العموم، ومنها ما
[ ص: 16 ] يقتضي الخصوص إلى غير ذلك، فاستنبطوا منها أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز، وتكلموا في التخصيص والإخبار، والنص والظاهر والمجمل، والمحكم والمتشابه، والأمر والنهي، والنسخ، إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة، واستصحاب الحال والاستقراء، وسموا هذا الفن أصول الفقه. وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام، وسائر الأحكام، فأسسوا أصوله، وفرعوا فروعه، وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا، وسموه بعم الفروع وبالفقه أيضا. وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة والأمم الخالية، ونقلوا أخبارهم، ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا وأول الأشياء، وسموا ذلك بالتاريخ والقصص. وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال والمواعظ التي تقلقل قلوب الرجال، وتكاد تدكدك الجبال، فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد، والتحذير والتبشير، وذكر الموت والمعاد، والنشر والحشر، والحساب والعقاب، والجنة والنار، فصولا من المواعظ، وأصولا من الزواجر، فسموا بذلك الخطباء والوعاظ. واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة
يوسف في البقرات السمان، وفي منامي صاحبي السجن، وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة، وسموه تعبير الرؤيا، واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب، فإن عز عليهم إخراجها منه فمن السنة التي هي شارحة للكتاب، فإن عسر فمن الحكم والأمثال، ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطباتهم وعرف عاداتهم الذي أشار إليه القرآن بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأمر بالعرف . وأخذ قوم ما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك، وسموه الفرائض، واستنبطوا منها من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض ومسائل العول، واستخرجوا منه أحكام الوصايا.
[ ص: 17 ] ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة، في الليل والنهار، والشمس والقمر ومنازله، والنجوم والبروج، وغير ذلك، فاستخرجوا منه المواقيت. ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ، وبديع النظم، وحسن السياق، والمبادي والمقاطع، والخالص، والتلوين في الخطاب، والإطناب والإيجاز، وغير ذلك، فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع. ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها، مثل الفناء والبقاء والحضور، والخوف، والهيبة، والأنس والوحشة، والقبض والبسط، وما أشبه ذلك - هذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية منه. وقد احتوى على علوم أخر من علوم الأوائل، مثل، الطب، والجدل، والهيئة، والهندسة، والجبر، والمقابلة، والنجامة، وغير ذلك. أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة، وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة. وقد جمع ذلك في آية واحدة، وهي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67وكان بين ذلك قواما . وعرفنا فيه بما يفيد نظام الصحة بعد اختلاله، وحدوث الشفاء للبدن بعد اعتلاله في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=69شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس . ثم زاد على طلب الأجساد طب القلوب وشفاء الصدور. وأما الهيئة ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها ملكوت السماوات والأرض وما بث فيها في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات. وأما الهندسة ففي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب. .. الآية. وأما الجدل فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج، والقول
[ ص: 18 ] بالموجب والمعارضة، وغير ذلك، شيئا كثيرا. ومناظرة
إبراهيم نمرود ومحاجته قومه أصل في ذلك عظيم. وأما الجبر والمقابلة فقد قيل:
nindex.php?page=treesubj&link=18626_28741إن أوائل السور فيها ذكر مدد وأيام وأعوام لتواريخ أمم سالفة، وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة، وتاريخ مدة الدنيا، وما مضى، وما بقي، مضروب بعضها في بعض. وأما النجامة ففي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أو أثارة من علم . وقد فسره بذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. nindex.php?page=treesubj&link=28741_18626وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها، كالخياطة في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وطفقا يخصفان عليهما . والحدادة:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتوني زبر الحديد .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وألنا له الحديد . والبناء في آيات. والنجارة:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37واصنع الفلك بأعيننا . والغزل:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=92نقضت غزلها . والنسج:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41كمثل العنكبوت اتخذت بيتا . والفلاحة:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أفرأيتم ما تحرثون . والصيد في آيات، والغوص:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=37كل بناء وغواص .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وتستخرجوا منه حلية تلبسونها . والصياغة:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار . والزجاجة:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=44صرح ممرد من قوارير .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مصباح المصباح في زجاجة . والفخارة:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38فأوقد لي يا هامان على الطين . والملاحة:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79أما السفينة . والكتابة:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4علم بالقلم . والخبز:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=36أحمل فوق رأسي خبزا والطبخ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69بعجل حنيذ والغسل:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وثيابك فطهر . والقصارة:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=52قال الحواريون ، وهم القصارون. والجزارة:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إلا ما ذكيتم . والبيع والشراء في آيات. ، الصبغ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=138صبغة الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=27جدد بيض وحمر . والحجارة:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149وتنحتون من الجبال بيوتا [ ص: 19 ] والكيالة والوزن في آيات. والرمي:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .
nindex.php?page=treesubj&link=18626_28741وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات، وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38ما فرطنا في الكتاب من شيء . انتهى من كتاب المرسي ملخصا. وقال
ابن سراقة في وجوه إعجاز القرآن: ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب، والموافقة والتأليف، والمناسبة والتصنيف، والمضاعفة، ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه - صلى الله عليه وسلم - صادق في قوله: إن القرآن ليس من عنده، إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة ولا تلقى أهل الحساب وأهل الهندسة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: إن الله تعالى كما جعل نبوءة النبيين بنبينا ومولانا
محمد - صلى الله عليه وسلم - مختتمة وشرائعهم بشرعته من وجه منتسخة، ومن وجه متممة مكملة جعل كتابه المنزل عليه متضمنا لثمرة كتبه التي أولها: أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=2يتلو صحفا مطهرة nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=3فيها كتب قيمة . وجعل من معجزة هذا الكتاب أنه - مع قلة الحجم - متضمن للمعنى الجم، بحيث تقصر الألباب البشرية عن إحصائه، والآلات الدنيوية عن استيفائه، كما نبه عليه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله . فهو وإن كان لا يخلو الناظر فيه من نور ما يوريه ونفح ما يوليه:
كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا كالشمس في كبد السماء وضوءها
... يغشى البلاد مشارقا ومغاربا
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=13786عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، قال: قيل
لموسى عليه السلام: يا
موسى، إنما مثل كتاب
أحمد في الكتب المنزلة بمنزلة وعاء فيه لبن كلما مخضته أخرجت زبدته.
[ ص: 20 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي في قانون التأويل: علوم القرآن خمسون علما وأربعمائة وسبعة آلاف وسبعون ألف، على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة، إذ لكل كلمة ظهر وبطن، وحد ومقطع. وهذا مطلق دون اعتبار تركيب وما بينهما من روابط، وهذا مما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله. وأتم علوم القرآن ثلاثة: توحيد. وتذكير. وأحكام. فالتوحيد يدخل فيه معرفة المخلوقات، وصرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله. والتذكير منه الوعد والوعيد، والجنة والنار، وتصفية الظاهر والباطن. والأحكام منها التكاليف كلها، وتبيين النافع والضار، والأمر والنهي والندب، ولذلك كانت الفاتحة أم القرآن، لأن فيها الأقسام الثلاثة. وسورة الإخلاص ثلثه، شمالها على أحد الأقسام الثلاثة، وهو التوحيد. قال
الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كتاب "الإمام في أدلة الأحكام" معظم آي القرآن لا تخلو عن أحكام مشتملة على آداب حسنة وأخلاق جليلة. ثم من الآيات ما صرح فيها بالأحكام، ومنها ما يؤخذ بطريق الاستنباط إما بأن ضم إلى آية أخرى، كاستنباط صحة أنكحة الكفار من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وامرأته حمالة الحطب . وصحة صوم الجنب من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187فالآن باشروهن ... إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187حتى يتبين لكم الخيط ... الآية. وإما به كاستنباط أن أقل الحمل ستة أشهر من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وحمله وفصاله ثلاثون شهرا . مع قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وفصاله في عامين . قال: ويستدل على الأحكام تارة بالصيغة وهو ظاهر، وتارة بالإخبار مثل:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=96أحل لكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كتب عليكم الصيام . وتارة بما رتب عليها في العاجل والآجل من خير وشر، أو نفع أو ضر. وقد نوع الشارع ذلك أنواعا كثيرة، ترغيبا لعباده، وترهيبا وتقريبا إلى أفهامهم، فكل فعل عظمه الشرع أو مدحه أو مدح فاعله لأجله، أو أحبه
[ ص: 21 ] أو أحب فاعله أو رضي به، أو رضي عن فاعله، أو وصفه بالاستقامة أو البركة أو الطيب، أو أقسم به أو بفاعله، كالإقسام بالشفع والوتر، وبخيل المجاهدين، وبالنفس اللوامة، أو نصبه سببا لذكره لعبده، أو لمحبته، أو لثواب عاجل أو آجل، أو لشكره، أو لهدايته إياه، أو لإرضاء فاعله، أو لمغفرة ذنبه وتكفير سيئاته، أو لقبوله، أو لنصرة فاعله، أو ببشارته، أو وصف فاعله بالطيب، أو وصف الفعل بكونه معروفا، أو نفى الحزن والخوف عن فاعله، أو وعده بالأمن، أو نصب سببا لولايته، أو أخبر عن دعاء الرسول لحصوله، أو وصفه بكونه قربة، أو بصفة مدح، كالحياة والنور والشفاء - فهو دليل على مشروعيته المشركة بين الوجوب والندب. وكل فعل طلب الشارع تركه أو ذمه، أو ذم فاعله، أو عتب عليه، أو مقت فاعله، أو لعنه، أو نفى محبته أو محبة فاعله أو الرضا به، أو عن فاعله، أو شبه فاعله بالبهائم أو الشياطين، أو جعله مانعا من الهدى، أو من القبول، أو وصفه بسوء أو كراهة أو استعاذ الأنبياء منه أو أبغضوه، أو جعل سببا لنفي الفلاح أو لعذاب عاجل أو آجل، أو لذم أو لوم، أو ضلالة أو معصية، أو وصف بخبث أو رجس أو نجس، أو بكونه فسقا أو إثما، أو سببا لإثم أو رجس، أو لعن أو غضب، أو زوال نعمة أو حلول نقمة، أو حد من الحدود، أو قسوة أو خزي، أو ارتهان نفس، أو لعداوة الله ومحاربته، أو الاستهزاء به أو سخريته، أو جعله لله سببا لنسيانه فاعله، أو وصف نفسه بالصبر عليه، أو بالحلم، أو بالصفح عنه، أو دعا إلى التوبة منه، أو وصف فاعله بخبث أو احتقار، أو نسبه إلى عمل الشيطان، أو تزيينه أو تولي الشيطان لفاعله، أو وصفه بصفة ذم ككونه ظلما أو بغيا، أو عدوانا أو إثما، أو تبرأ الأنبياء منه أو من فاعله، أو شكوا إلى الله من فاعله، أو جاهروا فاعله بالعداوة، أو نهوا عن الأسى والحزن عليه، أو نصب سببا لخيبة فاعله عاجلا أو آجلا، أو رتب عليه حرمان الجنة وما فيها، أو وصف فاعله بأنه عدو لله أو بأن الله عدوه، أو أعلم فاعله بحرب من الله ورسوله، أو حمل فاعله إثم غيره، أو قيل فيه: لا ينبغي هذا أو لا يكون، أو
[ ص: 22 ] أمره بالتقوى عند السؤال عنه، أو أمر بفعل مضاده أو بهجر فاعله، أو تلاعن فاعلوه في الآخرة، أو تبرأ بعضهم من بعض، أو دعا بعضهم على بعض، أو وصف فاعله بالضلالة وأنه ليس من الله في شيء أو ليس من الرسول وأصحابه، أو جعل اجتنابه سببا للفلاح، أو جعله سببا لإيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين، أو قيل: هل أنت منته، أو نهى الأنبياء عن الدعاء لفاعله، أو رتب عليه إبعادا أو طردا، أو لفظة قتل من فعله، أو قاتله الله، أو أخبر أن فاعله لا يكلمه الله في الآخرة ولا ينظر إليه ولا يزكيه، ولا يصلح عمله ولا يهدي كيده، أو قيض له الشيطان، أو جعل سببا لإزاغة قلب فاعله، أو صرفه عن آيات الله وسؤاله عن علة الفعل، فهو دليل على المنع من الفعل، ودلالته على التحريم أظهر من دلالته على مجرد الكراهة. وتستفاد الإباحة من "لفظ الإحلال، ونفي الجناح والحرج والإثم والمؤاخذة، ومن الإذن فيه والعفو عنه، ومن الامتنان بما في الأعيان من المنافع، ومن السكوت عن التحريم، ومن الإنكار على من حرم الشيء، ومن الإخبار بأنه خلق أو جعل لنا، والإخبار عن فعل من قبلنا غير ذام لهم عليه، فإن اقترن بإخبار مدح دل على مشروعيته وجوبا أو استحبابا. انتهى كلام
الشيخ عز الدين بن عبد السلام. وقال غيره: وقد يستنبط من السكوت. وقد استدل جماعة على أن القرآن غير مخلوق بأن الله ذكر الإنسان في ثمانية عشر موضعا وقال " إنه مخلوق"، وذكر القرآن في أربع وخمسين موضعا ولم يقل إنه مخلوق. ولما جمع بينهما غاير، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرحمن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2علم القرآن nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خلق الإنسان . فهذا أحد وجوه إعجازه.
الْوَجْهُ الْأَوَّلُ مِنْ وُجُوهِ الْإِعْجَازِ الْوَجْهُ الْأَوَّلُ مِنْ وُجُوهِ إِعْجَازِهِ وَكَيْفَ لَا وَقَدِ
nindex.php?page=treesubj&link=18626_28741احْتَوَى عَلَى عُلُومٍ وَمَعَارِفَ لَمْ يَجْمَعْهَا كِتَابٌ مِنَ الْكُتُبِ، وَلَا أَحَاطَ بِعِلْمِهَا أَحَدٌ فِي كَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ وَأَحْرُفٍ مَعْدُودَةٍ. قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ . وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ . وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=939790سَتَكُونُ فِتَنٌ. قِيلَ: وَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا، قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ. أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ. وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَعَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ.
[ ص: 13 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ: يَعْنِي أُصُولَ الْعِلْمِ. وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ مِائَةَ كِتَابٍ وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ، أَوْدَعَ عُلُومَهَا أَرْبَعَةٌ مِنْهَا: التَّوْرَاةُ، وَالْإِنْجِيلُ، وَالزَّبُورُ، وَالْفُرْقَانُ، ثُمَّ أَوْدَعَ عُلُومَ الثَّلَاثَةِ فِي الْفُرْقَانِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَمِيعُ مَا تَقُولُهُ الْأُمَّةُ شَرْحٌ لِلسُّنَّةِ، وَجَمِيعُ السُّنَّةِ شَرْحٌ لِلْقُرْآنِ. وَقَالَ أَيْضًا: جَمِيعُ مَا حَكَمَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ مِمَّا فَهِمَهُ مِنَ الْقُرْآنِ. وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911627إِنِّي لَا أَحِلُّ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَلَا أُحَرِّمُ إِلَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ". أَخْرَجَهُ بِهَذَا اللَّفْظِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ فِي الْأُمِّ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مَا بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى وَجْهٍ إِلَّا وَجَدْتُ مِصْدَاقَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا حَدَّثَتْكُمْ بِحَدِيثٍ أَنْبَأْتُكُمْ بِتَصْدِيقِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. أَخْرَجَهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ أَيْضًا: لَيْسَتْ تَنْزِلُ بِأَحَدٍ فِي الدِّينِ نَازِلَةٍ إِلَّا وَفِي كِتَابِ اللَّهِ الدَّلِيلُ عَلَى سَبِيلِ الْهُدَى فِيهَا. فَإِنْ قِيلَ: مِنَ الْأَحْكَامِ مَا ثَبَتَ ابْتِدَاءً بِالسُّنَّةِ، قُلْنَا: ذَلِكَ مَأْخُوذٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فِي الْحَقِيقَةِ، لِأَنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَوْجَبَ عَلَيْنَا اتِّبَاعَ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَفَرَضَ عَلَيْنَا الْأَخْذَ بِقَوْلِهِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ مَرَّةً
بِمَكَّةَ: سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. فَقِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الزُّنْبُورَ، فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا . وَحَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ
[ ص: 14 ] nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703006اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ. وَحَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ عَنْ
مِسْرَ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16836قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16243طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِ الْمُحْرِمِ الزُّنْبُورَ. وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=711335عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَقَالَتْ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ! فَقَالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَقَالَتْ: "قَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ". قَالَ: إِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ فَقَدْ وَجَدْتِيهِ. أَمَا قَرَأْتِ: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا . قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ. وَحَكَى
ابْنُ سُرَاقَةَ فِي كِتَابِ الْإِعْجَازِ عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا شَيْءٌ فِي الْعَالِمِ إِلَّا وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقِيلَ: فَأَيْنَ ذِكْرُ الْخَانَاتِ، قَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=29لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ . فَهِيَ الْخَانَاتُ. وَقَالَ
ابْنُ بُرْجَانَ: مَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ فِي الْقُرْآنِ أَوْ فِيهِ أَصْلُهُ قَرُبَ أَوْ بَعُدَ، فَهِمَهُ مَنْ فَهِمَهُ، وَعَمِيَ عَنْهُ مَنْ عَمِيَ، وَكَذَا كُلُّ مَا حَكَمَ أَوْ قَضَى بِهِ، وَإِنَّمَا يُدْرِكُهُ الطَّالِبُ مِنْ ذَلِكَ بِقَدْرِ اجْتِهَادِهِ وَبَذْلِ وُسْعِهِ وَمِقْدَارِ فَهْمِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُمْكِنُ اسْتِخْرَاجُهُ مِنَ الْقُرْآنِ لِمَنْ فَهَّمَهُ اللَّهُ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمُ اسْتَنْبَطَ عُمْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً مِنْ قَوْلِهِ فِي سُورَةِ الْمُنَافِقِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=11وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا . فَإِنَّهَا رَأَسُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سُورَةً وَأَعْقَبَهَا بِالتَّغَابُنِ فِي فَقْدِهِ. وَقَالَ
ابْنُ أَبِي الْفَضْلِ الْمُرْسِيُّ: جَمَعَ الْقُرْآنُ عُلُومَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ بِحَيْثُ لَمْ يَحُطْ بِهَا عِلْمًا حَقِيقَةً إِلَّا وَاهِبُهَا وَالْمُتَكَلِّمُ بِهَا، ثُمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا خَلَا مَا اسْتَأْثَرَ بِهِ
[ ص: 15 ] سُبْحَانَهُ، ثُمَّ وَرِثَ عَنْهُ مُعْظَمَ ذَلِكَ سَادَاتُ الصَّحَابَةِ وَأَعْلَامُهُمْ، مِثْلُ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ، حَتَّى قَالَ: لَوْ ضَاعَ لِي عِقَالُ بَعِيرٍ لَوَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ. ثُمَّ وَرِثَ عَنْهُمُ التَّابِعُونَ بِإِحْسَانٍ، ثُمَّ تَقَاصَرَتِ الْهِمَمُ، وَفَتَرَتِ الْعَزَائِمُ، وَتَضَاءَلَ أَهْلُ الْعِلْمِ، وَضَعُفُوا عَنْ حَمْلِ مَا حَمَلَهُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ مِنْ عُلُومِهِ وَسَائِرِ فُنُونِهِ، فَنَوَّعُوا عُلُومَهُ، وَقَامَتْ كُلُّ طَائِفَةٍ بِفَنٍّ مِنْ فُنُونِهِ، فَاعْتَنَى قَوْمٌ بِضَبْطِ لُغَاتِهِ، وَتَحْرِيرِ كَلِمَاتِهِ، وَمَعْرِفَةِ مَخَارِجِ حُرُوفِهِ، وَعَدِّ كَلِمَاتِهِ وَآيَاتِهِ وَسُوَرِهِ، وَأَحْزَابِهِ، وَأَنْصَافِهِ وَأَرْبَاعِهِ، وَعَدَدَ سَجَدَاتِهِ، وَالتَّعْلِيمَ عِنْدَ كُلِّ عَشْرِ آيَاتٍ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، مِنْ حَصْرِ الْكَلِمَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ، وَالْآيَاتِ الْمُتَمَاثِلَةِ، مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِمَعَانِيهِ، وَلَا تَدَبُّرٍ لِمَا أُودِعَ فِيهِ، فَسُمُّوا الْقُرَّاءَ. وَاعْتَنَى النُّحَاةُ بِالْمُعَرَّبِ مِنْهُ وَالْمَبْنِيِّ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ، وَالْحُرُوفِ الْعَامِلَةِ وَغَيْرِهَا، وَأَوْسَعُوا الْكَلَامَ فِي الْأَسْمَاءِ وَتَوَابِعِهَا، وَضُرُوبِ الْأَفْعَالِ وَاللَّازِمِ وَالْمُتَعَدِّي، وَرُسُومِ خَطِّ الْكَلِمَاتِ، وَجَمِيعِ مَا تَعَلَّقَ بِهِ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ أَعْرَبَ مُشْكِلَهُ، وَبَعْضَهُمْ أَعْرَبَهُ كَلِمَةً كَلِمَةً. وَاعْتَنَى الْمُفَسِّرُونَ بِأَلْفَاظِهِ، فَوَجَدُوا مِنْهُ لَفْظًا يَدُلُّ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَلَفْظًا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَيَيْنِ، وَلَفْظًا يَدُلُّ عَلَى أَكْثَرَ، فَأَجْرَوُا الْأَوَّلَ عَلَى حُكْمِهِ، وَأَوْضَحُوا مَعْنَى الْخَفِيِّ مِنْهُ، وَخَاضُوا فِي تَرْجِيحِ أَحَدِ مُحْتَمِلَاتِ ذِي الْمَعْنَيَيْنِ وَالْمَعَانِي، وَأَعْمَلَ كُلَّ فِكْرِهِ، وَقَالَ بِمُقْتَضَى نَظَرِهِ. وَاعْتَنَى الْأُصُولِيُّونَ بِمَا فِيهِ مِنَ الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ، وَالشَّوَاهِدِ الْأَصْلِيَّةِ وَالنَّظَرِيَّةِ، مِثْلَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا . إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْكَثِيرَةِ، فَاسْتَنْبَطُوا مِنْهُ أَدِلَّةً عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ وَوُجُودِهِ، وَقِدَمِهِ، وَبَقَائِهِ، وَقُدْرَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَتَنَزُّهِهِ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ، وَسَمُّوا هَذَا الْعِلْمَ بِأُصُولِ الدِّينِ. وَتَأَمَّلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَانِيَ خِطَابِهِ، فَرَأَتْ مِنْهَا مَا يَقْتَضِي الْعُمُومَ، وَمِنْهَا مَا
[ ص: 16 ] يَقْتَضِي الْخُصُوصَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَاسْتَنْبَطُوا مِنْهَا أَحْكَامَ اللُّغَاتِ مِنَ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ، وَتَكَلَّمُوا فِي التَّخْصِيصِ وَالْإِخْبَارِ، وَالنَّصِّ وَالظَّاهِرِ وَالْمُجْمَلِ، وَالْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ، وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَالنَّسْخِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَقْيِسَةِ، وَاسْتِصْحَابِ الْحَالِ وَالِاسْتِقْرَاءِ، وَسَمُّوا هَذَا الْفَنَّ أُصُولَ الْفِقْهِ. وَأَحْكَمَتْ طَائِفَةٌ صَحِيحَ النَّظَرِ وَصَادِقَ الْفِكْرِ فِيمَا فِيهِ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَسَائِرِ الْأَحْكَامِ، فَأَسَّسُوا أُصُولَهُ، وَفَرَّعُوا فَرَوَّعَهُ، وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بَسْطًا حَسَنًا، وَسُمُوُّهُ بِعَمِّ الْفُرُوعِ وَبِالْفِقْهِ أَيْضًا. وَتَلَمَّحَتْ طَائِفَةٌ مَا فِيهِ مِنْ قِصَصِ الْقُرُونِ السَّابِقَةِ وَالْأُمَمِ الْخَالِيَةِ، وَنَقَلُوا أَخْبَارَهُمْ، وَدَوَّنُوا آثَارَهُمْ وَوَقَائِعَهُمْ حَتَّى ذَكَرُوا بَدْءَ الدُّنْيَا وَأَوَّلَ الْأَشْيَاءِ، وَسَمُّوا ذَلِكَ بِالتَّارِيخِ وَالْقَصَصِ. وَتَنَبَّهَ آخَرُونَ لِمَا فِيهِ مِنَ الْحِكَمِ وَالْأَمْثَالِ وَالْمَوَاعِظِ الَّتِي تُقَلْقِلُ قُلُوبَ الرِّجَالِ، وَتَكَادُ تُدَكْدِكُ الْجِبَالَ، فَاسْتَنْبَطُوا مِمَّا فِيهِ مِنَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، وَالتَّحْذِيرِ وَالتَّبْشِيرِ، وَذِكْرِ الْمَوْتِ وَالْمَعَادِ، وَالنَّشْرِ وَالْحَشْرِ، وَالْحِسَابِ وَالْعِقَابِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فُصُولًا مِنَ الْمَوَاعِظِ، وَأُصُولًا مَنِ الزَّوَاجِرِ، فَسَمُّوا بِذَلِكَ الْخُطَبَاءَ وَالْوُعَّاظَ. وَاسْتَنْبَطَ قَوْمٌ مِمَّا فِيهِ مِنْ أُصُولِ التَّعْبِيرِ مِثْلَ مَا وَرَدَ فِي قِصَّةِ
يُوسُفَ فِي الْبَقَرَاتِ السِّمَانِ، وَفِي مَنَامِي صَاحِبَيِ السِّجْنِ، وَفِي رُؤْيَاهُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ سَاجِدَةً، وَسَمُّوهُ تَعْبِيرَ الرُّؤْيَا، وَاسْتَنْبَطُوا تَفْسِيرَ كُلِّ رُؤْيَا مِنَ الْكِتَابِ، فَإِنْ عَزَّ عَلَيْهِمْ إِخْرَاجُهَا مِنْهُ فَمِنَ السُّنَّةِ الَّتِي هِيَ شَارِحَةٌ لِلْكِتَابِ، فَإِنْ عَسُرَ فَمِنَ الْحِكَمِ وَالْأَمْثَالِ، ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى اصْطِلَاحِ الْعَوَامِّ فِي مُخَاطَبَاتِهِمْ وَعُرْفِ عَادَاتِهِمُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ . وَأَخَذَ قَوْمٌ مَا فِي آيَةِ الْمَوَارِيثِ مِنْ ذِكْرِ السِّهَامِ وَأَرْبَابِهَا وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَسَمُّوهُ الْفَرَائِضَ، وَاسْتَنْبَطُوا مِنْهَا مَنْ ذَكَرَ النِّصْفَ وَالثُّلُثَ وَالرُّبْعَ وَالسُّدُسَ وَالثُّمُنَ حِسَابُ الْفَرَائِضِ وَمَسَائِلِ الْعَوْلِ، وَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ أَحْكَامَ الْوَصَايَا.
[ ص: 17 ] وَنَظَرَ قَوْمٌ إِلَى مَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى الْحِكَمِ الْبَاهِرَةِ، فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَمَنَازِلِهِ، وَالنُّجُومِ وَالْبُرُوجِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ الْمَوَاقِيتَ. وَنَظَرَ الْكُتَّابُ وَالشُّعَرَاءُ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ جَزَالَةِ اللَّفْظِ، وَبَدِيعِ النَّظْمِ، وَحُسْنِ السِّيَاقِ، وَالْمُبَادِي وَالْمُقَاطِعِ، وَالْخَالِصِ، وَالتَّلْوِينِ فِي الْخِطَابِ، وَالْإِطْنَابِ وَالْإِيجَازِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَاسْتَنْبَطُوا مِنْهُ الْمَعَانِيَ وَالْبَيَانَ وَالْبَدِيعَ. وَنَظَرَ فِيهِ أَرْبَابُ الْإِشَارَاتِ وَأَصْحَابُ الْحَقِيقَةِ فَلَاحَ لَهُمْ مِنْ أَلْفَاظِهِ مَعَانٍ وَدَقَائِقَ جَعَلُوا لَهَا أَعْلَامًا اصْطَلَحُوا عَلَيْهَا، مِثْلَ الْفَنَاءِ وَالْبَقَاءِ وَالْحُضُورِ، وَالْخَوْفِ، وَالْهَيْبَةِ، وَالْأُنْسِ وَالْوَحْشَةِ، وَالْقَبْضِ وَالْبَسْطِ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ - هَذِهِ الْفُنُونُ الَّتِي أَخَذَتْهَا الْمِلَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ مِنْهُ. وَقَدِ احْتَوَى عَلَى عُلُومٍ أُخَرَ مِنْ عُلُومِ الْأَوَائِلِ، مِثْلَ، الطِّبِّ، وَالْجَدَلِ، وَالْهَيْئَةِ، وَالْهَنْدَسَةِ، وَالْجَبْرِ، وَالْمُقَابَلَةِ، وَالنَّجَّامَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. أَمَّا الطِّبُّ فَمَدَارُهُ عَلَى حِفْظِ نِظَامِ الصِّحَّةِ وَاسْتِحْكَامِ الْقُوَّةِ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ بِاعْتِدَالِ الْمِزَاجِ بِتَفَاعُلِ الْكَيْفِيَّاتِ الْمُتَضَادَّةِ. وَقَدْ جَمَعَ ذَلِكَ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهِيَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=67وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا . وَعَرَفْنَا فِيهِ بِمَا يُفِيدُ نِظَامَ الصِّحَّةِ بَعْدَ اخْتِلَالِهِ، وَحُدُوثَ الشِّفَاءِ لِلْبَدَنِ بَعْدَ اعْتِلَالِهِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=69شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ . ثُمَّ زَادَ عَلَى طَلَبِ الْأَجْسَادِ طِبَّ الْقُلُوبِ وَشِفَاءَ الصُّدُورِ. وَأَمَّا الْهَيْئَةُ فَفِي تَضَاعِيفِ سُوَرِهِ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي ذَكَرَ فِيهَا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهَا فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ. وَأَمَّا الْهَنْدَسَةُ فَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ. .. الْآيَةُ. وَأَمَّا الْجَدَلُ فَقَدْ حَوَتْ آيَاتُهُ مِنَ الْبَرَاهِينِ وَالْمُقَدِّمَاتِ وَالنَّتَائِجِ، وَالْقَوْلِ
[ ص: 18 ] بِالْمُوجِبِ وَالْمُعَارَضَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، شَيْئًا كَثِيرًا. وَمُنَاظَرَةُ
إِبْرَاهِيمَ نُمْرُودَ وَمُحَاجَّتُهُ قَوْمَهُ أَصْلٌ فِي ذَلِكَ عَظِيمٌ. وَأَمَّا الْجَبْرُ وَالْمُقَابَلَةُ فَقَدْ قِيلَ:
nindex.php?page=treesubj&link=18626_28741إِنَّ أَوَائِلَ السُّوَرِ فِيهَا ذُكِرَ مُدَدٌ وَأَيَّامٌ وَأَعْوَامٌ لِتَوَارِيخِ أُمَمٍ سَالِفَةٍ، وَإِنَّ فِيهَا تَارِيخَ بَقَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَتَارِيخَ مُدَّةِ الدُّنْيَا، وَمَا مَضَى، وَمَا بَقِيَ، مَضْرُوبٌ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ. وَأَمَّا النِّجَامَةُ فَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ . وَقَدْ فَسَّرَهُ بِذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ. nindex.php?page=treesubj&link=28741_18626وَفِيهِ أُصُولُ الصَّنَائِعِ وَأَسْمَاءُ الْآلَاتِ الَّتِي تَدْعُو الضَّرُورَةَ إِلَيْهَا، كَالْخِيَاطَةِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا . وَالْحِدَادَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ . وَالْبِنَاءِ فِي آيَاتٍ. وَالنِّجَارَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا . وَالْغَزْلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=92نَقَضَتْ غَزْلَهَا . وَالنَّسْجِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=41كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا . وَالْفِلَاحَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ . وَالصَّيْدِ فِي آيَاتٍ، وَالْغَوْصِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=37كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=14وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا . وَالصِّيَاغَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ . وَالزُّجَاجَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=44صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ . وَالْفِخَارَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ . وَالْمِلَاحَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79أَمَّا السَّفِينَةُ . وَالْكِتَابَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . وَالْخَبْزِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=36أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا وَالطَّبْخِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69بِعِجْلٍ حَنِيذٍ وَالْغَسْلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ . وَالْقِصَارَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=52قَالَ الْحَوَارِيُّونَ ، وَهُمُ الْقَصَّارُونَ. وَالْجِزَارَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ . وَالْبَيْعُ وَالشِّرَاءُ فِي آيَاتٍ. ، الصَّبْغِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=138صِبْغَةَ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=27جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ . وَالْحِجَارَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=149وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا [ ص: 19 ] وَالْكِيَالَةِ وَالْوَزْنِ فِي آيَاتٍ. وَالرَّمْيِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=60وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ .
nindex.php?page=treesubj&link=18626_28741وَفِيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الْآلَاتِ وَضُرُوبِ الْمَأْكُولَاتِ وَالْمَشْرُوبَاتِ وَالْمَنْكُوحَاتِ، وَجَمِيعِ مَا وَقَعَ وَيَقَعُ فِي الْكَائِنَاتِ مَا يُحَقِّقُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=38مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ . انْتَهَى مِنْ كِتَابِ الْمُرْسِي مُلَخَّصًا. وَقَالَ
ابْنُ سُرَاقَةَ فِي وُجُوهِ إِعْجَازِ الْقُرْآنِ: مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ أَعْدَادِ الْحِسَابِ وَالْجَمْعِ وَالْقِسْمَةِ وَالضَّرْبِ، وَالْمُوَافَقَةِ وَالتَّأْلِيفِ، وَالْمُنَاسَبَةِ وَالتَّصْنِيفِ، وَالْمُضَاعَفَةِ، لِيَعْلَمَ بِذَلِكَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحِسَابِ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَادِقٌ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ مِنْ عِنْدِهِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ خَالَطَ الْفَلَاسِفَةَ وَلَا تَلَقَّى أَهْلَ الْحِسَابِ وَأَهْلَ الْهَنْدَسَةِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَمَا جَعَلَ نُبُوءَةَ النَّبِيِّينَ بِنَبِيِّنَا وَمَوْلَانَا
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُخْتَتِمَةً وَشَرَائِعَهُمْ بِشِرْعَتِهِ مِنْ وَجْهٍ مُنْتَسِخَةٍ، وَمِنْ وَجْهٍ مُتَمِّمَةٍ مُكَمِّلَةٍ جَعَلَ كِتَابَهُ الْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ مُتَضَمِّنًا لِثَمَرَةِ كُتُبِهِ الَّتِي أَوَّلُهَا: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=2يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=3فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ . وَجَعَلَ مِنْ مُعْجِزَةِ هَذَا الْكِتَابِ أَنَّهُ - مَعَ قِلَّةِ الْحَجْمِ - مُتَضَمِّنٌ لِلْمَعْنَى الْجَمِّ، بِحَيْثُ تُقَصِّرُ الْأَلْبَابُ الْبَشَرِيَّةَ عَنْ إِحْصَائِهِ، وَالْآلَاتِ الدُّنْيَوِيَّةِ عَنِ اسْتِيفَائِهِ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ . فَهُوَ وَإِنْ كَانَ لَا يَخْلُو النَّاظِرُ فِيهِ مِنْ نُورِ مَا يُوَرِّيهِ وَنَفْحِ مَا يُوَلِّيهِ:
كَالْبَدْرِ مِنْ حَيْثُ الْتَفَتَّ رَأَيْتَهُ ... يُهْدِي إِلَى عَيْنَيْكَ نُورًا ثَاقِبًا كَالشَّمْسِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَضَوْءُهَا
... يَغْشَى الْبِلَادَ مَشَارِقًا وَمَغَارِبَا
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نَعِيمٍ وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13786عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، قَالَ: قِيلَ
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا
مُوسَى، إِنَّمَا مَثَلُ كِتَابِ
أَحْمَدَ فِي الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ بِمَنْزِلَةِ وِعَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ كُلَّمَا مَخَضْتَهُ أَخْرَجْتَ زُبْدَتَهُ.
[ ص: 20 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ فِي قَانُونِ التَّأْوِيلِ: عُلُومُ الْقُرْآنِ خَمْسُونَ عِلْمًا وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَسَبْعَةِ آلَافٍ وَسَبْعُونَ أَلْفٍ، عَلَى عَدَدِ كَلِمِ الْقُرْآنِ مَضْرُوبَةٍ فِي أَرْبَعَةٍ، إِذْ لِكُلِّ كَلِمَةٍ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَحَدٌّ وَمَقْطَعٌ. وَهَذَا مُطْلَقٌ دُونَ اعْتِبَارِ تَرْكِيبٍ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ رَوَابِطَ، وَهَذَا مِمَّا لَا يُحْصَى وَلَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ. وَأَتَمُّ عُلُومِ الْقُرْآنِ ثَلَاثَةٌ: تَوْحِيدٌ. وَتَذْكِيرٌ. وَأَحْكَامٌ. فَالتَّوْحِيدُ يَدْخُلُ فِيهِ مَعْرِفَةُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَصِرْفَةُ الْخَالِقِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ. وَالتَّذْكِيرُ مِنْهُ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ، وَتَصْفِيَةُ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ. وَالْأَحْكَامُ مِنْهَا التَّكَالِيفُ كُلُّهَا، وَتَبْيِينُ النَّافِعِ وَالضَّارِّ، وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالنَّدْبِ، وَلِذَلِكَ كَانَتِ الْفَاتِحَةُ أُمَّ الْقُرْآنِ، لِأَنَّ فِيهَا الْأَقْسَامَ الثَّلَاثَةَ. وَسُورَةُ الْإِخْلَاصِ ثُلْثُهُ، شَمَالُهَا عَلَى أَحَدِ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ. قَالَ
الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ فِي كِتَابِ "الْإِمَامِ فِي أَدِلَّةِ الْأَحْكَامِ" مُعْظَمُ آيِ الْقُرْآنِ لَا تَخْلُو عَنْ أَحْكَامٍ مُشْتَمِلَةٍ عَلَى آدَابٍ حَسَنَةٍ وَأَخْلَاقٍ جَلِيلَةٍ. ثُمَّ مِنَ الْآيَاتِ مَا صَرَّحَ فِيهَا بِالْأَحْكَامِ، وَمِنْهَا مَا يُؤْخَذُ بِطَرِيقِ الِاسْتِنْبَاطِ إِمَّا بِأَنْ ضَمَّ إِلَى آيَةٍ أُخْرَى، كَاسْتِنْبَاطِ صِحَّةِ أَنْكِحَةِ الْكُفَّارِ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=4وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ . وَصِحَّةِ صَوْمِ الْجُنُبِ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ ... إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ ... الْآيَةُ. وَإِمَّا بِهِ كَاسْتِنْبَاطِ أَنَّ أَقَلَّ الْحَمْلِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا . مَعَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=14وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ . قَالَ: وَيُسْتَدَلُّ عَلَى الْأَحْكَامِ تَارَةً بِالصِّيغَةِ وَهُوَ ظَاهِرٌ، وَتَارَةً بِالْإِخْبَارِ مِثْلُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=96أُحِلَّ لَكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ . وَتَارَةً بِمَا رَتَّبَ عَلَيْهَا فِي الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، أَوْ نَفْعٍ أَوْ ضُرٍّ. وَقَدْ نُوَّعَ الشَّارِعُ ذَلِكَ أَنْوَاعًا كَثِيرَةً، تَرْغِيبًا لِعِبَادِهِ، وَتَرْهِيبًا وَتَقْرِيبًا إِلَى أَفْهَامِهِمْ، فَكُلُّ فِعْلٍ عَظَّمَهُ الشَّرْعُ أَوْ مَدَحَهُ أَوْ مَدَحَ فَاعِلَهُ لِأَجْلِهِ، أَوْ أَحَبَّهُ
[ ص: 21 ] أَوْ أَحَبَّ فَاعِلَهُ أَوْ رَضِيَ بِهِ، أَوْ رَضِيَ عَنْ فَاعِلِهِ، أَوْ وَصَفَهُ بِالِاسْتِقَامَةِ أَوِ الْبَرَكَةِ أَوِ الطَّيِّبِ، أَوْ أَقْسَمَ بِهِ أَوْ بِفَاعِلِهِ، كَالْإِقْسَامِ بِالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَبِخَيْلِ الْمُجَاهِدِينَ، وَبِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ، أَوْ نَصَبَهُ سَبَبًا لِذِكْرِهِ لِعَبْدِهِ، أَوْ لِمَحَبَّتِهِ، أَوْ لِثَوَابٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ، أَوْ لِشُكْرِهِ، أَوْ لِهِدَايَتِهِ إِيَّاهُ، أَوْ لِإِرْضَاءِ فَاعِلِهِ، أَوْ لِمَغْفِرَةِ ذَنْبِهِ وَتَكْفِيرِ سَيِّئَاتِهِ، أَوْ لِقَبُولِهِ، أَوْ لِنُصْرَةِ فَاعِلِهِ، أَوْ بِبِشَارَتِهِ، أَوْ وَصْفِ فَاعِلِهِ بِالطَّيِّبِ، أَوْ وَصْفِ الْفِعْلِ بِكَوْنِهِ مَعْرُوفًا، أَوْ نَفَى الْحُزْنَ وَالْخَوْفَ عَنْ فَاعِلِهِ، أَوْ وَعَدَهُ بِالْأَمْنِ، أَوْ نَصَبَ سَبَبًا لِوِلَايَتِهِ، أَوْ أَخْبَرَ عَنْ دُعَاءِ الرَّسُولِ لِحُصُولِهِ، أَوْ وَصْفِهِ بِكَوْنِهِ قُرْبَةً، أَوْ بِصِفَةِ مَدْحٍ، كَالْحَيَاةِ وَالنُّورِ وَالشَّفَاءِ - فَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّتِهِ الْمُشْرِكَةِ بَيْنَ الْوُجُوبِ وَالنَّدْبِ. وَكُلُّ فِعْلٍ طَلَبَ الشَّارِعُ تَرْكَهُ أَوْ ذَمَّهُ، أَوْ ذَمَّ فَاعِلَهُ، أَوْ عَتَبَ عَلَيْهِ، أَوْ مَقَتَ فَاعِلَهُ، أَوْ لَعَنَهُ، أَوْ نَفَى مَحَبَّتَهُ أَوْ مَحَبَّةَ فَاعِلِهِ أَوِ الرِّضَا بِهِ، أَوْ عَنْ فَاعِلِهِ، أَوْ شَبَّهَ فَاعِلَهُ بِالْبَهَائِمِ أَوِ الشَّيَاطِينِ، أَوْ جَعَلَهُ مَانِعًا مِنَ الْهُدَى، أَوْ مِنَ الْقَبُولِ، أَوْ وَصَفَهُ بِسُوءٍ أَوْ كَرَاهَةٍ أَوِ اسْتَعَاذَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْهُ أَوْ أَبْغَضُوهُ، أَوْ جُعِلَ سَبَبًا لِنَفْيِ الْفَلَاحِ أَوْ لِعَذَابٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ، أَوْ لِذَمٍّ أَوْ لَوْمٍ، أَوْ ضَلَالَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ، أَوْ وَصْفٍ بِخُبْثٍ أَوْ رِجْسٍ أَوْ نَجَسٍ، أَوْ بِكَوْنِهِ فِسْقًا أَوْ إِثْمًا، أَوْ سَبَبًا لِإِثْمٍ أَوْ رِجْسٍ، أَوْ لَعْنٍ أَوْ غَضَبٍ، أَوْ زَوَالِ نِعْمَةٍ أَوْ حُلُولِ نِقْمَةٍ، أَوْ حَدٍّ مِنَ الْحُدُودِ، أَوْ قَسْوَةٍ أَوْ خِزْيٍ، أَوِ ارْتِهَانِ نَفْسٍ، أَوْ لِعَدَاوَةِ اللَّهِ وَمُحَارَبَتِهِ، أَوِ الِاسْتِهْزَاءِ بِهِ أَوْ سُخْرِيَتِهِ، أَوْ جَعْلِهِ للَهِ سَبَبًا لِنِسْيَانِهِ فَاعِلَهُ، أَوْ وَصَفَ نَفْسَهُ بِالصَّبْرِ عَلَيْهِ، أَوْ بِالْحِلْمِ، أَوْ بِالصَّفْحِ عَنْهُ، أَوْ دَعَا إِلَى التَّوْبَةِ مِنْهُ، أَوْ وَصَفَ فَاعِلَهُ بِخُبْثٍ أَوِ احْتِقَارٍ، أَوْ نَسَبَهُ إِلَى عَمَلِ الشَّيْطَانِ، أَوْ تَزْيِينِهِ أَوْ تَوَلِّي الشَّيْطَانِ لِفَاعِلِهِ، أَوْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ ذَمٍّ كَكَوْنِهِ ظُلْمًا أَوْ بَغْيًا، أَوْ عُدْوَانًا أَوْ إِثْمًا، أَوْ تَبَرَّأَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْهُ أَوْ مِنْ فَاعِلِهِ، أَوْ شَكَوَا إِلَى اللَّهِ مِنْ فَاعِلِهِ، أَوْ جَاهَرُوا فَاعِلَهُ بِالْعَدَاوَةِ، أَوْ نُهُوا عَنِ الْأَسَى وَالْحُزْنِ عَلَيْهِ، أَوْ نَصَبَ سَبَبًا لِخَيْبَةِ فَاعِلِهِ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا، أَوْ رَتَّبَ عَلَيْهِ حِرْمَانَ الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا، أَوْ وَصَفَ فَاعِلَهُ بِأَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ أَوْ بِأَنَّ اللَّهَ عَدُوُّهُ، أَوْ أَعْلَمَ فَاعِلَهُ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَوْ حُمِّلَ فَاعِلُهُ إِثْمَ غَيْرِهِ، أَوْ قِيلَ فِيهِ: لَا يَنْبَغِي هَذَا أَوْ لَا يَكُونُ، أَوْ
[ ص: 22 ] أَمَرَهُ بِالتَّقْوَى عِنْدَ السُّؤَالِ عَنْهُ، أَوْ أَمَرَ بِفِعْلِ مُضَادِّهِ أَوْ بِهَجْرِ فَاعِلِهِ، أَوْ تَلَاعَنَ فَاعِلُوهُ فِي الْآخِرَةِ، أَوْ تَبَرَّأَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، أَوْ دَعَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، أَوْ وُصِفَ فَاعَلُهُ بِالضَّلَالَةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ أَوْ لَيْسَ مِنَ الرَّسُولِ وَأَصْحَابِهِ، أَوْ جَعَلَ اجْتِنَابَهُ سَبَبًا لِلْفَلَاحِ، أَوْ جَعَلَهُ سَبَبًا لِإِيقَاعِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ قِيلَ: هَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ، أَوْ نَهَى الْأَنْبِيَاءُ عَنِ الدُّعَاءِ لِفَاعِلِهِ، أَوْ رُتِّبَ عَلَيْهِ إِبْعَادًا أَوْ طَرْدًا، أَوْ لَفْظَةَ قُتِلَ مَنْ فَعَلَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ اللَّهُ، أَوْ أَخْبَرَ أَنَّ فَاعِلَهُ لَا يُكَلِّمُهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَا يُزَكِّيهِ، وَلَا يُصْلِحُ عَمَلَهُ وَلَا يَهْدِي كَيْدَهُ، أَوْ قَيَّضَ لَهُ الشَّيْطَانَ، أَوْ جَعَلَ سَبَبًا لِإِزَاغَةِ قَلْبِ فَاعِلِهِ، أَوْ صَرَفَهُ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ وَسُؤَالِهِ عَنْ عِلَّةِ الْفِعْلِ، فَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى الْمَنْعِ مِنَ الْفِعْلِ، وَدَلَالَتُهُ عَلَى التَّحْرِيمِ أَظْهَرُ مِنْ دَلَالَتِهِ عَلَى مُجَرَّدِ الْكَرَاهَةِ. وَتُسْتَفَادُ الْإِبَاحَةُ مِنْ "لَفْظِ الْإِحْلَالِ، وَنَفْيِ الْجَنَاحِ وَالْحَرَجِ وَالْإِثْمِ وَالْمُؤَاخَذَةِ، وَمِنَ الْإِذْنِ فِيهِ وَالْعَفْوِ عَنْهُ، وَمِنَ الِامْتِنَانِ بِمَا فِي الْأَعْيَانِ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَمِنَ السُّكُوتِ عَنِ التَّحْرِيمِ، وَمِنَ الْإِنْكَارِ عَلَى مَنْ حَرَّمَ الشَّيْءَ، وَمِنَ الْإِخْبَارِ بِأَنَّهُ خُلِقَ أَوْ جُعِلَ لَنَا، وَالْإِخْبَارُ عَنْ فِعْلِ مَنْ قَبْلَنَا غَيْرَ ذَامٍّ لَهُمْ عَلَيْهِ، فَإِنِ اقْتَرَنَ بِإِخْبَارِ مَدْحٍ دَلَّ عَلَى مَشْرُوعِيَّتِهِ وُجُوبًا أَوِ اسْتِحْبَابًا. انْتَهَى كَلَامُ
الشَّيْخِ عِزِّ الدِّينِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَقَدْ يُسْتَنْبَطُ مِنَ السُّكُوتِ. وَقَدِ اسْتَدَلَّ جَمَاعَةٌ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِأَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ الْإِنْسَانَ فِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا وَقَالَ " إِنَّهُ مَخْلُوقٌ"، وَذَكَرَ الْقُرْآنَ فِي أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ مَوْضِعًا وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُ مَخْلُوقٌ. وَلَمَّا جَمَعَ بَيْنَهُمَا غَايَرَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=1الرَّحْمَنُ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=2عَلَّمَ الْقُرْآنَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=3خَلَقَ الإِنْسَانَ . فَهَذَا أَحَدُ وُجُوهِ إِعْجَازِهِ.