الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1307 127 - حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة . زاد غندر : عذاب القبر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فتنة القبر أعم من المساءلة وغيرها من العذاب ، بل عين المساءلة عذاب في حق الكفار ، ولهذا أخرج النسائي أيضا هذا الحديث في باب التعوذ من عذاب القبر قال : أخبرنا سليمان بن داود ، عن ابن وهب قال : أخبرني يونس ، قال ابن شهاب : أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر تقول : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر فتنة القبر التي يفتتن المرء فيها في قبره ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة حالت بيني وبين أن أفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكتت ضجتهم قلت لرجل قريب عني : أي بارك الله فيك ، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله ؟ قال : قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال . وأخرجه البخاري كما تراه مختصرا عن يحيى بن سليمان أبي سعيد الجعفي الكوفي نزيل مصر ، عن عبد الله بن وهب المصري ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المدني ، عن عروة بن الزبير بن العوام . . . إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله ( خطيبا ) نصب على الحال .

                                                                                                                                                                                  قوله ( التي يفتتن ) صفة للفتنة ; يعني ذكر الفتنة بتفاصيلها كما يجري على المرء في قبره ، ومن ثمة ضج المسلمون وصاحوا وجزعوا ، والتنوين في " ضجة " للتعظيم .

                                                                                                                                                                                  قوله ( زاد غندر : عذاب القبر ) ، " غندر " بضم الغين ، وهو محمد بن جعفر وقد مر غير مرة . قيل : وقع " زاد غندر " في بعض النسخ عقيب حديث أسماء ، وهو غلط . قلت : دعوى الغلط بلا دليل غلط ، فإن كان دليله أن غندرا إنما رواه عن شعبة وحديث أسماء ليس فيه عن شعبة فنقول : هذا ليس بشيء ; لأن رواية غندر عن شعبة لا تستلزم نفي روايته عن غيره في حديث أسماء ، فافهم .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية