الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8464 ) فصل : وإذا شهد أربعة بالزنى ، واثنان بالإحصان ، فرجم ، ثم رجعوا عن الشهادة ، فالضمان على جميعهم . وقال أبو حنيفة : لا ضمان على شهود الإحصان ; لأنهم شهدوا بالشرط دون السبب الموجب للقتل ، وإنما يثبت ذلك بشهادة الزنى . ولأصحاب الشافعي وجهان ، كالمذهبين . ولنا ، أن قتله حصل بمجموع الشهادتين ، فتجب الغرامة على الجميع ، كما لو شهدوا جميعهم بالزنى .

                                                                                                                                            وفي كيفية الضمان وجهان ; أحدهما ، يوزع عليهم على عدد رءوسهم ، كشهود الزنى ; لأن القتل حصل من جميعهم . والثاني ، على شهود الزنى النصف ، وعلى شهود الإحصان النصف ; لأنهم حزبان ، فلكل حزب نصف . فإن شهد أربعة بالزنى [ ص: 229 ] واثنان منهم بالإحصان ، ثم رجعوا ، فعلى الوجه الأول ، على شاهدي الإحصان الثلثان ، وعلى الآخرين الثلث ; لأن على شاهدي الإحصان الثلث ، لشهادتهما به ، والثلث لشهادتهما بالزنى ، وعلى الآخرين الثلث ; لشهادتهما بالزنى وحده . وعلى الوجه الثاني ، على شهود الإحصان ثلاثة أرباع الدية ; لأن عليهما النصف لشهادتهما بالإحصان ، ونصف الباقي لشهادتهما بالزنى .

                                                                                                                                            ويحتمل أن لا يجب على شاهدي الإحصان إلا النصف ; لأن كل واحد منهما جنى جنايتين ، وجنى كل واحد من الآخرين جناية واحدة ، فكانت الدية بينهم على عدد رءوسهم ، لا على عدد جناياتهم ، كما لو قتل اثنان واحدا ، جرحه أحدهما جرحا ، والآخر جرحين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية