الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

279 . وقدموا الجرح ، وقيل : إن ظهر من عدل الأكثر فهو المعتبر

التالي السابق


إذا تعارض الجرح والتعديل في راو واحد . فجرحه بعضهم ، وعدله بعضهم ، ففيه ثلاثة أقوال :

أحدها : أن الجرح مقدم مطلقا ، ولو كان المعدلون أكثر . ونقله الخطيب عن جمهور العلماء . وقال ابن الصلاح : إنه الصحيح وكذا صححه الأصوليون ، كالإمام فخر الدين [ ص: 345 ] والآمدي; لأن مع الجارح زيادة علم ، لم يطلع عليها المعدل; ولأن الجارح مصدق للمعدل فيما أخبر به عن ظاهر حاله ، إلا أنه يخبر عن أمر باطن خفي عن المعدل .

والقول الثاني : أنه إن كان عدد المعدلين أكثر قدم التعديل . حكاه الخطيب في “ الكفاية “ ، وصاحب المحصول ; وذلك لأن كثرة المعدلين تقوي حالهم ، وتوجب العمل بخبرهم . وقلة الجارحين تضعف خبرهم . قال الخطيب : وهذا خطأ وبعد ممن توهمه; لأن المعدلين ، وإن كثروا ليسوا يخبرون عن عدم ما أخبر به الجارحون . ولو أخبروا بذلك لكانت شهادة باطلة على نفي .

والقول الثالث : أنه يتعارض الجرح والتعديل فلا يرجح أحدهما ، إلا بمرجح ، حكاه ابن الحاجب . وكلام الخطيب يقتضي نفي هذا القول الثالث . فإنه قال : اتفق أهل العلم على أن من جرحه الواحد والاثنان ، وعدله مثل عدد من جرحه ، فإن الجرح به أولى . ففي هذه الصورة حكاية الإجماع على تقديم الجرح ، خلاف ما حكاه ابن الحاجب .

وقولي : ( الأكثر ) ، هو في موضع الحال ، وجاء معرفا ، كما قرئ في الشاذ قوله تعالى : ليخرجن الأعز منها الأذل . على أن (يخرج) : ثلاثي قاصر ، و (الأذل) : في موضع الحال .






الخدمات العلمية