الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          وابن السبيل اتفقوا على أنه المنقطع عن بلده في سفر لا يتيسر له فيه شيء من ماله إن كان له مال ، فهو غني في بلده ، فقير في سفره ، فيعطى لفقره العارض ما يستعين به على العودة إلى بلده ، وهو من عناية الإسلام بالسياحة بالإعانة عليها ، ولا يعرف مثله في دين ولا شرع آخر - واشترطوا أن يكون سفره في طاعة أو في غير معصية على الأقل ، ولكن اختلفوا في السفر المباح كالتنزه لا الاستشفاء ، وإنما أخذ هذا الشرط من قواعد الدين العامة كالتعاون على البر والتقوى ، وعدم التعاون على الإثم والعدوان ، ومن الطاعة في السفر كونه بقصد ما أرشد إليه الوحي من النظر في آيات الله وسننه في الأمم ، كما فصلناه في الأصلين 13 و 14 من خلاصة تفسير سورة الأنعام ( ص77 ج 8 ط الهيئة ) وقلما يوجد غني يسافر في أمصار الحضارة في هذا العصر لا يقدر على جلب المال من بلده إلى بلد آخر .

                          [ ص: 436 ] فريضة من الله أي : فرض الله لهم ذلك ، أو هذه الصدقات فريضة منه تعالى فليس لأحد فيها رأي ، أو تقدير الكلام : إنما الصدقات لمن ذكر من أصناف المحتاجين ، وفيما ذكر من مصالح الأمة حال كونها مفروضة لهم من الله تعالى والله عليم حكيم عليم بحال عباده ومصالحهم ، حكيم فيما يشرعه لهم ، فهو لتطهير أنفسهم وتزكيتها ، بما يحمل عليها من الإخلاص والشكر له ، وإرضائه بنفع عباده كما قال فيما سيأتي في هذه السورة : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ( 103 ) وهو حجة على نفاة المصالح في أفعال الله وأحكامه . هذا ما فتح علينا في معنى الآية ، ونعززه بمباحث في نظمها وأحكامها وحكمها ومدارك الأئمة ، وما تقتضيه مصالح الأمة وحالة هذا العصر فيها فنقول :

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية