الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
747 [ 455 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حميد الساعدي قال: بصر عيني وسمع أذني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلوا زيد بن ثابت يعني بمثله .

التالي السابق


الشرح

هذا حديث صحيح مدون في المسانيد والصحاح .

وقوله: رجلا من الأسد هو بإسكان السين، وقد يوجد بدله: من الأزد وهما واحد، [وصحح] بعضهم السين، وفي باب هدايا العمال من صحيح البخاري أنه رجل من بني أسد وهو معدود من الأوهام ، والصواب ما تقدم وهو مذكور في الصحيح على الصواب في غير ذاك الباب.

وقوله: يقال له [ابن] الأتبية بالهمزة المضمومة وفتح التاء، [ ص: 161 ] والأصح الأشهر أنه ابن اللتبية باللام المضمومة، ثم منهم من يفتح التاء ومنهم من يسكنها، ويقال أنه الصحيح وأن هذه نسبة إلى بني لتب وهم بطن من العرب، ويذكر أن اسم الرجل عبد الله وكان قد استعمل على صدقات بني سليم.

والرغاء: صوت البعير، والخوار: صوت البقر، واليعار: صوت الشاة، يقال: يعرت الشاة تيعر، وفي بعض الروايات "شاة لها ثؤاج" وسيأتي من بعد.

وقوله: "فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه" في بعض الروايات: "فهلا جلس في حفش أمه" والحفش: الدرج، والجمع أحفاش، شبه البيت به لصغره، وعن الشافعي أن الحفش: هو البيت القريب السمك، وعن مالك أنه الصغير الخرب.

والعفرة: البياض الذي لا يخلص ويضرب إلى الحمرة وهي لون الأرض، وقد يفهم من اللفظة أن الشعر كان مزالا عن ذلك الموضع، ويروى عفرتي إبطيه.

وفي الحديث بيان أن هدايا العمال والقضاة محظورة، وذلك إذا كان يهدى إلى العمال ليغمضوا في الواجب وإلى القضاة ليحيفوا في الحكم، وفيه أنه يجوز أن يشهر حال مرتكب الحرام ويمنع ويحذر على ملأ من الناس إذا احتيج إليه; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر ذلك على المنبر بين الناس.

وقوله: "هل بلغت" يريد أديت ما علي وما على الرسول إلا البلاغ، وقوله في الرواية الثانية: "بصر عيني وسمع أذني [ ص: 162 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" يعني: يقول ذلك وسلوا زيد بن ثابت فإن عنده مثل ما عندي، ورواه مسلم في الصحيح وقال: فإنه كان حاضرا معي.




الخدمات العلمية