الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
842 [ 551 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا محتزما بحبل أبرق فقال: انزع الحبل مرتين .

التالي السابق


الشرح

مسلم بن جندب: هو الهذلي المديني.

سمع: ابن عمر، ونوفل بن إياس، وأسلم مولى عمر.

وروى عنه: زيد بن أسلم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهما.

[ ص: 278 ] وقوله: "يسعى بالبيت" أي يطوف، وقد يسمى الطواف سعيا; لأنه عمل ولما فيه من الرمل، كما يسمى طوافا بين الجبلين لما فيه من التردد من أحدهما إلى الآخر.

وقوله: "وقد حزم على بطنه بثوب" أي شده، واستدل به على أنه لا بأس بالهميان، وأبان نافع في الثاني كيفية حزمه فقال: لم يكن عقد الثوب عليه إنما غرز طرفيه على إزاره ويؤيده قول ابن عمر في الأثر الثالث لذلك السائل: "لا تعقد شيئا" وذكر لهذه الآثار أنه يحسن للمحرم أن لا يعقد رداءه ولكن يغرز طرفيه في إزاره إن شاء، وأيد من جهة المعنى بأنه إذا عقد صار في معنى المخيط لكن لا يظهر فرق بين العقد والغرز، وأيضا فالإزار لا بد له من عقد وشد فما أفرق بين الرداء والإزار.

والحديث الذي رواه ابن جريج منقطع، قال الحافظ أبو بكر البيهقي : ورواه أيضا ابن أبي ذئب، عن صالح بن أبي حسان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيتقوى أحدهما بالآخر وبالأثر عن ابن عمر، لكن يجوز أن يكون النهي في الخبر بخصوص الحبل فإنه قد يشبه الزنار ، ويجوز أن يكون لخصوص كونه أبرق أيضا، والأبرق: الذي فيه لونان كالسواد والبياض، والبرقاء: الشاة البيضاء التي يخالط بياضها سواد.




الخدمات العلمية