الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1035 [ 632 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار وإبراهيم بن ميسرة، عن طاوس قال: جلست إلى ابن عمر فسمعته يقول: لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت.

فقلت: ما له، أما سمع ما سمع أصحابه، ثم جلست إليه من العام المقبل فسمعته يقول: زعموا أنه رخص للمرأة الحائض .


التالي السابق


الشرح

صفية: هي بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب، من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -.

اصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونكحها منصرفه من خيبر وأولم عليها وكانت تحت كنانة بن أبي الحقيق فقتل.

روى عنها: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وتوفيت سنة خمسين .

وأبو الرجال هو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري، يقال أن كنيته أبو عبد الرحمن، واشتهر بأبي الرجال بأولاده وكانوا عشرة رجال.

سمع: أمه عمرة بنت عبد الرحمن. وروى عنه: يحيى بن سعيد [ ص: 357 ] الأنصاري، وسعيد بن أبي هلال، ومالك، والثوري، وابنه حارثة بن أبي الرجال .

وحديث عائشة في حيض صفية صحيح أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ومسلم عن زهير بن حرب عن سفيان بن عيينة، والترمذي عن قتيبة عن الليث، بروايتهم جميعا عن عبد الرحمن بن القاسم، ومن طريق الزهري عن عروة أخرجه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة عن الزهري، ومسلم عن قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث عن الزهري، ومن طريق مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أخرجه أبو داود عن القعنبي عن مالك.

ورواه عن عائشة: أبو سلمة، والأسود بن يزيد، وعمرة بنت عبد الرحمن، وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس وأم سليم رضي الله عنهم.

وقصة ابن عباس مع زيد بن ثابت أخرجها مسلم عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن الحسن.

وحديث طاوس عن ابن عمر رواه البخاري عن مسلم يعني ابن إبراهيم، عن وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه واللفظ عن ابن عباس قال: رخص للحائض أن تنفر إذا أفاضت قال: وسمعت ابن عمر [ ص: 358 ] يقول: إنها لا تنفر، ثم سمعته يقول بعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص لهن.

وفي الحديث دلالة على أن الحائض لها أن تنفر وتترك طواف الوداع ولا يلزمها بذلك شيء، وبه قال عامة العلماء، وعلى أن طواف الإفاضة واجب لا سبيل إلى تركه; لأنه جعلها حابسة إلى أن تطوف حتى أخبر بأنها قد أفاضت، وعلى أنه يجوز تأخيره; لأنه كان على أن يتوقف لو لم تطف إلى أن تطهر فتطوف، وفيه ما يوضح حسن فعله - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان على أن يتوقف ويمكث هناك لو لم تطف، وفيه فضيلة صفية، وفيه استفتاء بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض، وإطلاع بعضهن بعضا على أحوالها وذلك من حسن المعاشرة.

وقول عائشة: فلم يقدم الناس نساءهم، توكيد لمقصود الحديث أي: لو احتاجت الحائض إلى الصبر لما كان لتقديم النساء وأمرهن بالتعجيل فائدة.

وقوله: ولو كان الذي يقول، أي أنها لا تنفر حتى تطهر فتطوف; لاحتبس بمنى الخلق الكثير من الحيض إلى أن يطهرن فيدخلن مكة للطواف.

وقول ابن عباس: "إما لي" أي إما لا، لكنهم يستعملون لا في الكلمة ممالة، وتكتب بالياء إشارة إلى الإمالة، وأصلها أن لا وما صلة، والمعنى إن لم يكن ذلك الأمر فافعل كذا.

وقوله: "فاسأل فلانة" أراد به أم سليم، وفي بعض الروايات التصريح باسمها، فسئلت فأخبرت بقصة صفية.




الخدمات العلمية