الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون

                                                                                                                                                                                                "أحد": مرتفع بفعل الشرط مضمرا يفسره الظاهر، تقديره: وإن استجارك أحد استجارك ولا يرتفع بالابتداء; لأن "إن" من عوامل الفعل لا تدخل على غيره . والمعنى: وإن جاءك أحد من المشركين بعد انقضاء الأشهر، لا عهد بينك وبينه ولا ميثاق، [ ص: 15 ] فاستأمنك ليسمع ما تدعو إليه من التوحيد والقرآن، وتبين ما بعثت له فأمنه حتى يسمع كلام الله : ويتدبره ويطلع على حقيقة الأمر، ثم أبلغه : بعد ذلك داره التي يأمن فيها إن لم يسلم، ثم قاتله إن شئت من غير غدر ولا خيانة، وهذا الحكم ثابت في كل وقت، وعن الحسن -رضي الله عنه-: هي محكمة إلى يوم القيامة . وعن سعيد بن جبير : جاء رجل من المشركين إلى علي -رضي الله عنه - فقال: إن أراد الرجل منا أن يأتي محمدا بعد انقضاء هذا الأجل يسمع كلام الله، أو يأتيه لحاجة قتل؟ قال: لا; لأن الله -تعالى- يقول: وإن أحد من المشركين استجارك ، وعن السدي والضحاك -رضي الله عنهما-: هي منسوخة بقوله تعالى: فاقتلوا المشركين [التوبة: 5] . "ذلك" : أي ذلك الأمر، يعني: الأمر بالإجارة في قوله: "فأجره" ، "بـ" سبب، "أنهم": قوم جهلة، "لا يعلمون": ما الإسلام وما حقيقة ما تدعو إليه، فلا بد من إعطائهم الأمان، حتى يسمعوا ويفهموا الحق .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية