الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويعرض رب الطعام الماء لغسلهما ويقدمه بقرب طعامه ) تذكيرا بالسنة ( ولا يعرض الطعام ) بل يقدمه لهم لئلا يستحيوا فلا يطلبونه .

                                                                                                                      ( وتسن التسمية على الطعام والشراب ) لحديث عائشة مرفوعا { إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره } والشرب مثله ( ويجهر بها ) أي التسمية ندبا لينبه غيره عليها ( فيقول ) الآكل أو الشارب ( بسم الله قال الشيخ ولو زاد الرحمن الرحيم لكان حسنا ) فإنه أكمل بخلاف الذبح فإنه قد قيل لا يناسب ذلك .

                                                                                                                      ( و ) يسن ( أن يأكل بيمينه ومما يليه ويكره تركهما ) أي ترك الأكل باليمين ومما يليه ، لما روي عن عمر بن أبي سلمة قال { كنت يتيما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك } متفق عليه .

                                                                                                                      ( و ) يكره ( الأكل والشرب ، بشماله إلا من ضرورة ) لحديث ابن عمر مرفوعا { إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله } متفق عليه .

                                                                                                                      ( وإن جعل بيمينه خبزا وبشماله شيئا ) كجبن أو خيار ( يأتدم به وجعل يأكل من هذا ) الذي جعله بشماله ( كره لأنه أكل بشماله ولما فيه من الشره فإن أكل أو شرب بشماله أكل وشرب معه الشيطان ) .

                                                                                                                      للخبر ( وإن نسي التسمية في أوله ) أي الأكل أو الشرب .

                                                                                                                      ( قال إذا ذكر : بسم الله أوله وآخره ) لما تقدم في حديث عائشة وظاهره ولو بعد فراغه من الأكل ( فإن كانوا ) أي الآكلون ( جماعة سموا كلهم ) لعموم الخبر ( ويسمى المميز ) لحديث ابن أبي سلمة ( ويسمى عمن لا عقل له ولا تمييز ) لتعذرها منه وينبغي [ ص: 174 ] أن يشير بها أخرس ونحوه كالوضوء ( ويحمد الله ) الآكل والشارب ( جهرا إذا فرغ ) من أكله أو شربه لقوله - صلى الله عليه وسلم - { إن الله ليرضى من العبد أن يأكل أو يشرب الشربة فيحمده عليها } رواه مسلم .

                                                                                                                      ( ويقول ) إذا فرغ من أكله ( ما ورد ومنه ) ما روى أبو سعيد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل أو شرب قال { الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين } ومنه أيضا ما روى معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال { من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه } رواه ابن ماجه .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية