الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن قطع ) الجاني ( الأصابع الخمس من مفاصلها فله ) أي المجني عليه ( القود ) لأن القطع من مفصل فأمن الحيف موجود ( وإن قطعها ) أي الأصابع من الكوع فله القود منه أي الكوع للمماثلة ( فإن أراد ) المجني عليه ( قطع الأصابع فقط فليس له ذلك ) لأن للجناية عليه محلا يمكن الاقتصاص منه وهو مفصل الكوع فلا يقتص من غيره لاعتبار المساواة في المحل حيث لا مانع ( فإن قطع الجاني من المرفق فله ) أي المجني عليه ( القصاص منه أي من المرفق لإمكان المماثلة ( فإن أراد القود من الكوع منع ) لما سبق ( وإن قطع ) الجاني من الكتف أو خلع عظم المنكب ويقال له مشط الكتف فله القود إذا لم يخف جائفة ) بلا نزاع ذكره في شرح المغني ( فإن خيف ) إن اقتص من منكب جائفة وهي الجرح الذي يصل إلى الجوف يفسد بدخول الهواء فيه ( فله ) أي المجني [ ص: 552 ] عليه ( أن يقتص من مرفقه ) لأنه أخذ ما أمكن من حقه ( ومتى خالف واقتص مع خشية الحيف ) من منكب أو نحوه ( أو ) اقتص ( من مأمومة أو ) جائفة أو ( من نصف الذراع ونحوه ) كالساعد والساق ( أجزأ ) أي وقع الموقع ولا شيء عليه ; لأنه فعل كما فعل به ( والرجل كاليد فيما تقدم ) من التفصيل .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية