الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن كتب صريح طلاقها ) أي امرأته ( بما يتبين ) أي يظهر ( وقع ) الطلاق ( وإن لم ينوه ) لأن الكتابة حروف يفهم منها الطلاق أشبهت النطق ولأن الكتابة تقوم مقام قول الكاتب بدليل أنه صلى الله عليه وسلم كان مأمورا [ ص: 249 ] بتبليغ الرسالة ، فبلغ بالقول مرة وبالكتابة أخرى ، ولأن كتاب القاضي يقوم مقام لفظه في إثبات الديون ويتوجه عليه صحة الولاية بالخط ذكره في الفروع وإن كتب كناية طلاقها بما يبين فهو كناية على قياس ما قبله ( وإن نوى ) بكتابه طلاق امرأته ( تجويد خطه أو غم أهله أو تجربة قلمه لم يقع ) طلاقه لأنه إذا نوى تجويد خطه أو تجربة قلمه ( لم يقع طلاقه ; لأنه إذا نوى تجويد خطه أو تجربة قلمه ) ونحوه فقد نوى غير الطلاق ولو نوى باللفظ غير الإيقاع لم يقع فهنا أولى وما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم { عفي لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به } إنما يدل على مؤاخذتهم بما نووه عند العمل به وهذا لم ينو طلاقا يؤاخذ به ( ويقبل ) منه ذلك ( حكما ) لأن ذلك يقبل في اللفظ الصريح على قول فهنا أولى .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية