الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8093 ) فصل : وإن حلف لا يدخل دارا هو فيها ، فأقام فيها ، ففيه وجهان ; أحدهما ، يحنث ; لأن استدامة المقام في ملك الغير كابتدائه في التحريم ، قال أحمد في رجل حلف على امرأته : لا دخلت أنا وأنت هذه الدار . وهما جميعا فيها ، قال : أخاف أن يكون قد حنث . والثاني ، لا يحنث .

                                                                                                                                            ذكره القاضي ، واختاره أبو الخطاب وهو قول أصحاب الرأي ; لأن الدخول لا يستعمل في الاستدامة ، ولهذا يقال : دخلتها منذ شهر . ولا يقال : دخلتها شهرا . فجرى مجرى التزويج ، ولأن الدخول الانفصال من خارج إلى داخل ، ولا يوجد في الإقامة . وللشافعي قولان ، كالوجهين . ويحتمل أن من أحنثه إنما كان لأن ظاهر حال الحالف أنه يقصد هجران الدار ومباينتها ، والإقامة فيها تخالف ذلك ، فجرى مجرى الحالف على ترك السكنى بها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية