الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8619 ) فصل : وإن كان على الميت دين يحيط بالتركة ، لم يعتق منهم شيء . وإن كان يحيط ببعضها ، قدم الدين ; لأن العتق وصية ، وقد { قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدين قبل الوصية } . ولأن قضاء الدين واجب ، وهذا تبرع ، وتقديم الواجب متعين . وإن كان الدين بقدر نصف العبيد ، جعلوا جزأين ، وكتبت رقعتان ; رقعة للدين ، ورقعة للتركة ، وتخرج واحدة منهما على أحد الجزأين ، فمن خرجت عليه رقعة الدين بيع فيه ، وكان الباقي من جميع التركة يعتق ثلثهم بالقرعة ، على ما تقدم . وإن كان الدين بقدر ثلثهم كتبت ثلاث رقاع ; رقعة للدين ، واثنتان للتركة ، وإن كان بقدر ربعهم ، كتب أربع رقاع ; رقعة للدين ، وثلاثة للتركة ، ثم يقرع بين من خرجت له رقاع التركة . وإن كتب رقعة للدين ، ورقعة للحرية ، ورقعتان للتركة ، جاز . وقيل : لا يجوز ; لئلا تخرج رقعة الحرية قبل قضاء الدين .

                                                                                                                                            والأول أصح ; لأنه إنما يمنع من العتق قبل قضاء الدين إذا لم يكن له وفاء ، فأما إذا كان له وفاء ، لم يمنع منه ، بدليل ما لو كان العتق في أقل من ثلث الباقي بعد وفاء الدين ، فإنه لا يمنع من العتق قبل وفائه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية