فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون
الصور -بفتح الواو - : عن ، والصور -بالكسر والفتح- عن الحسن أبي رزين ، وهذا دليل لمن فسر الصور بجمع الصورة ، ونفي الأنساب : يحتمل أن التقاطع يقع بينهم ، حيث يتفرقون معاقبين ومثابين ، ولا يكون التواصل بينهم والتآلف إلا بالأعمال ، فتلغوا الأنساب وتبطل ، وأنه لا يعتقد بالأنساب ؛ لزوال التعاطف والتراحم بين الأقارب ؛ إذ يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ، وعن : "لا يساءلون " : بإدغام التاء في السين . ابن مسعود
فإن قلت : قد ناقض هذا ونحو قوله : ولا يسأل حميم [المعارج : 10 ] ، قوله : مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون [الصافات : 27 ] ، وقوله : يتعارفون بينهم [يونس : 45 ] فكيف التوفيق بينهما ؟
قلت : فيه جوابان :
أحدهما : أن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة ، ففيه أزمنة وأحوال مختلفة يتساءلون ويتعارفون في بعضها ، وفي بعضها لا يفطنون لذلك لشدة الهول والفزع .
[ ص: 251 ] والثاني : أن التناكر يكون عند النفخة الأولى ، فإذا كانت الثانية ، قاموا فتعارفوا وتساءلوا .