الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19084 8390 - (19581) - (4 \ 400) عن عبيد بن عمير، أن أبا موسى استأذن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرات فلم يأذن له . فرجع فقال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس آنفا؟ قالوا: بلى. قال: فاطلبوه. قال: فطلبوه. فدعي. فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: " استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت. كنا نؤمر بهذا ". فقال: لتأتين عليه بالبينة أو لأفعلن. قال: فأتى مسجدا أو مجلسا للأنصار فقالوا: لا يشهد لك إلا أصغرنا. فقام أبو سعيد الخدري: فشهد له فقال عمر رضي الله عنه: خفي هذا علي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاني عنه الصفق بالأسواق ".

التالي السابق


* قوله: "فقال: ألم أسمع؟": أي: قال عمر ذلك.

* "بالبينة": أي: الشاهد، ولو كان واحدا، قال ذلك تثبيتا؛ خوفا من أن كل من اعترض عليه بشيء يدعي أنه حديث، وإلا فخبر الآحاد مقبول، ويحتمل أن قبول خبر الآحاد عنده مقيد بما إذا لم يكن المحل محل تهمة؛ بأن اعترض على الرجل، فأتى بالحديث لدفع الاعتراض عن نفسه، وحينئذ لابد من البينة في قبول خبر الآحاد، والله تعالى أعلم.

* "إلا أصغرنا": ليظهر أن أصغر الأنصار قد علم ما خفي على أكبر المهاجرين، وهو عمر.

* "ألهاني": جعلني غافلا عنه.

* "الصفق بالأسواق": أي: التجارة.

* * *




الخدمات العلمية