الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17858 7891 - (18322) - (4 \ 263 - 264) عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرس بأولات الجيش، ومعه عائشة زوجته، فانقطع عقد لها من جزع ظفار، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر، وليس مع الناس ماء، فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم رخصة التطهر بالصعيد الطيب، فقام المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربوا بأيديهم الأرض، ثم رفعوا أيديهم، ولم يقبضوا من التراب شيئا فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط، ولا يغتر بهذا الناس، وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة رضي الله تعالى عنهما: " والله ما علمت إنك لمباركة ".

التالي السابق


* قوله: "عرس": من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل.

[ ص: 47 ] * "بأولات الجيش": - بضم الهمزة والمد - : اسم موضع بقرب المدينة.

* - "عقد": بكسر المهملة - : هي القلادة.

* "من جزع": - بفتح فسكون - : خرز يماني.

* "ظفار": - بكسر أوله وفتحه - : مدينة بسواحل اليمن.

* "فحبس الناس": - بالنصب - .

* "ابتغاء عقدها": - برفع - "ابتغاء" على أنه فاعل "حبس" أي: طلبهم العقد حبسهم عن المشي.

* "وأيديهم إلى المناكب": أي: أيديهم من الظهور إلى المناكب، ولذلك عطف عليه قوله: "ومن بطون أيديهم إلى الآباط".

* "ولا يغتر": قيل: كذا في النسخ، والذي في أبي داود: "ولا يعبر بهذا الناس" أي: ما أخذ به أحد.

* "ما علمت ": كلمة "ما" موصولة؛ أي: الذي علمت هو أنك لمباركة، أو نافية؛ أي: ما علمت أولا هذا المعنى، وإلا لما عتبت عليك، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية