الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
18320 8059 - (18797) - (4 \ 312) عن الأسود بن قيس، عن جندب قال: أصاب إصبع النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وقال ابن جعفر: حجر، فدميت، فقال: "

هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت".



[ ص: 165 ]

التالي السابق


[ ص: 165 ] * قوله: "فدميت ": كعلمت؛ أي: تلطخت بالدم.

* "هل أنت": المقصود: تسلية النفس، وإن كان صورة الخطاب بالأصبع.

* "دميت": المشهور فيه وفي "لقيت" الخطاب، وروي فيهما الغيبة، وأما جعل أحدهما بالخطاب والآخر بالغيبة، حتى يخرج الكلام من أوزان الشعر، فخلاف الرواية، فلذا قيل: إنه شعر، فكيف تكلم به هو صلى الله عليه وسلم؟ أجيب بأنه رجز، وهو ليس بشعر عند قوم، ولو سلم، فالمعتبر في الشعر أن يكون مقرونا بقصد، وأما الموزون بلا قصد، فليس منه.

* "ما لقيت": كلمة "ما" موصولة مبتدأ، والجار والمجرور خبر مقدم؛ أي: فأي حزن في شيء لقيه الإنسان في سبيل الله، وهو قليل في ذاته؟ وقيل: يحتمل أن تكون "ما" نافية؛ أي: ما لقيت شيئا في سبيل الله؛ تحقيرا لما لقيته، أو استفهامية، والمراد ذاك أيضا، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية