الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12100 ( أخبرنا ) أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا : ثنا علي بن عمر الحافظ ، ثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا بحر بن نصر ، ثنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب ، عن عقيل بن خالد ، أن سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت حدثه عن أبيه ، عن جده زيد بن ثابت ، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - استأذن عليه يوما ، فأذن له ، ورأسه في يد جارية له ترجله ، فنزع رأسه ، فقال له عمر : دعها ترجلك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لو أرسلت إلي جئتك ، فقال عمر - رضي الله عنه - : إنما الحاجة لي إني جئتك لتنظر في أمر الجد ، فقال زيد : لا والله ما نقول فيه . فقال عمر - رضي الله عنه - : ليس هو بوحي حتى نزيد فيه وننقص فيه ، إنما هو شيء نراه ، فإن رأيته وافقني ، تبعته ، وإلا لم يكن عليك فيه شيء ، فأبى زيد ، فخرج مغضبا ، قال : قد جئتك وأنا أظنك ستفرغ من حاجتي ، ثم أتاه مرة أخرى في الساعة التي أتاه المرة الأولى ، فلم يزل به حتى قال : فسأكتب لك فيه ، فكتبه في قطعة قتب ، وضرب له مثلا ، إنما مثله مثل شجرة نبتت على ساق واحد ، فخرج فيها غصن ، ثم خرج في الغصن غصن آخر ، فالساق يسقي الغصن ، فإن قطع الغصن الأول ، رجع الماء إلى الغصن - يعني الثاني - وإن قطعت الثاني ، رجع الماء إلى الأول ، فأتى به ، فخطب الناس عمر ، ثم قرأ قطعة القتب عليهم ، ثم قال : إن زيد بن ثابت قد قال في الجد قولا ، وقد أمضيته ، قال : وكان أول جد كان ، فأراد أن يأخذ المال كله - مال ابن ابنه - دون إخوته ، فقسمه بعد ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية