الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12413 ( أخبرنا ) أبو بكر بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا حماد بن سلمة ( ح وأخبرنا ) أبو الحسن بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، ثنا الكجي - يعني أبا مسلم - ثنا حجاج ، ثنا حماد بن سلمة ، أنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس ، أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء والصبيان والإبل والغنم ، فجعلوهم صفوفا يكثرون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتقى المسلمون والمشركون ، فولى المسلمون مدبرين ، كما قال الله عز وجل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عباد الله ، أنا عبد الله ورسوله ، يا معشر الأنصار ، أنا عبد الله ورسوله . فهزم الله المشركين ، ولم يضرب بسيف ، ولم يطعن برمح ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه ، فأخذ - وفي حديث أبي داود - فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا ، فأخذ أسلابهم ، فقال أبو قتادة : يا رسول الله ، إني قد ضربت رجلا على حبل العاتق ، وعليه درع ، عجلت عنه أن آخذ سلبه ، فانظر مع من هي فأعطنيها ، فقال رجل : أنا أخذتها ، فأرضه منها وأعطنيها ، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو يسكت ، فقال عمر : والله لا يفيئها الله تعالى على أسد من أسده ، ويعطيكها ، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : صدق عمر . ولقي أبو طلحة أم سليم ، ومعها خنجر ، فقال : يا أم سليم ما هذا معك ؟ قالت : إن دنا مني رجل من المشركين أبعج بطنه فأخبر بذلك [ ص: 307 ] أبو طلحة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت أم سليم : يا رسول الله ، اقتل من بعدنا الطلقاء فقال : يا أم سليم ، إن الله قد كفى وأحسن . أخرج مسلم في الصحيح آخر هذا الحديث في قصة أم سليم ، وهو صحيح على شرطه .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية