الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فأما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به قل أو كثر ، وكذلك استماع الشعر أخبرنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة { عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟ قلت : نعم قال : هيه فأنشدته بيتا . فقال : هيه فأنشدته حتى بلغت مائة بيت } .

( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحداء ، والرجز ، وأمر ابن رواحة في سفره فقال حرك القوم فاندفع يرتجز { ، وأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبا من بني تميم معهم حاد فأمرهم أن يحدوا ، وقال إن حادينا وني من آخر الليل قالوا يا رسول الله نحن أول العرب حداء بالإبل قال وكيف ذلك ؟ قالوا كانت العرب يغير بعضها على بعض فأغار رجل منا فاستاق إبلا فتبددت فغضب على غلامه فضربه بالعصا فأصاب يده فقال الغلام : وايداه ، وايداه قال فجعلت الإبل تجتمع قال فقال هكذا فافعل قال والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك فقال ممن أنتم ؟ قالوا نحن من مضر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن من مضر } فانتسب تلك الليلة حتى بلغ في النسبة إلى مضر

( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى فالحداء مثل الكلام ، والحديث المحسن باللفظ ، وإذا كان هذا هكذا في الشعر كان تحسين الصوت بذكر الله والقرآن أولى أن يكون محبوبا فقد روي عن [ ص: 227 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ما أذن الله لشيء أذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن } وأنه { سمع عبد الله بن قيس يقرأ فقال لقد أوتي هذا من مزامير آل داود }

( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : ولا بأس بالقراءة بالألحان وتحسين الصوت بها بأي وجه ما كان ، وأحب ما يقرأ إلي حدرا وتحزينا

التالي السابق


الخدمات العلمية