[ ص: 155 ] 148
ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33758خروج حسان بن مجالد
وفيها خرج
حسان بن مجالد بن يحيى بن مالك بن الأجدع الهمداني .
ومالك هذا هو أخو مسروق بن الأجدع . وكان خروجه بنواحي
الموصل بقرية تسمى
بافخارى قريب من
الموصل على
دجلة ، فخرج إليه عسكر
الموصل ، وعليها
الصقر بن نجدة ، وكان قد وليها بعد
حرب بن عبد الله ، فالتقوا واقتتلوا وانهزم عسكر
الموصل إلى الجسر .
nindex.php?page=treesubj&link=33758وأحرق الخوارج أصحاب حسان السوق هناك ونهبوه .
ثم إن
حسانا سار إلى
الرقة ومنها إلى البحر ودخل إلى بلد
السند ، وكانت
الخوارج من
أهل عمان يدخلونهم ويدعونهم ، فاستأذنهم في المصير إليهم ، فلم يجيبوه ، فعاد إلى
الموصل ، فخرج إليه
الصقر أيضا ،
والحسن بن صالح بن حسان الهمداني ،
وبلال القيسي ، فالتقوا فانهزم
الصقر ، وأسر
nindex.php?page=showalam&ids=14117الحسن بن صالح وبلال ، فقتل
حسان بلالا ، واستبقى
الحسن لأنه من
همدان ، ففارقه بعض أصحابه لهذا .
وكان
حسان قد أخذ رأي
الخوارج عن خاله
حفص بن أشيم ، وكان من علماء
الخوارج وفقهائهم .
ولما بلغ
المنصور خروج
حسان قال : خارجي من همدان ؟ قالوا : إنه ابن أخت
حفص بن أشيم . فقال : فمن هناك ؟ وإنما أنكر
المنصور ذلك لأن عامة
همدان شيعة
لعلي ، وعزم
المنصور على إنفاذ الجيوش إلى
الموصل والفتك بأهلها .
فأحضر
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة ، و
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، و
ابن شبرمة ، وقال لهم : إن
أهل الموصل شرطوا إلي أنهم لا يخرجون علي ، فإن فعلوا حلت دماؤهم وأموالهم ، وقد خرجوا .
فسكت
أبو حنيفة وتكلم الرجلان وقالا : رعيتك ، فإن عفوت فأهل ذلك أنت ، وإن عاقبت فبما يستحقون . فقال
لأبي [ ص: 156 ] حنيفة : أراك سكت يا شيخ ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، أباحوك ما لا يملكون ، أرأيت لو أن امرأة أباحت فرجها بغير عقد نكاح وملك يمين ، أكان يجوز أن توطأ ؟ قال : لا ! وكف عن أهل
الموصل وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة وصاحبيه بالعود إلى
الكوفة .
ذكر استعمال
nindex.php?page=showalam&ids=15794خالد بن برمك
وفيها
nindex.php?page=treesubj&link=33758استعمل المنصور على الموصل nindex.php?page=showalam&ids=15794خالد بن برمك .
وسبب ذلك أنه بلغه انتشار
الأكراد بولايتها وإفسادهم ، فقال : من لها ؟ فقالوا :
المسيب بن زهير ، فأشار
عمارة بن غمرة nindex.php?page=showalam&ids=15794بخالد بن برمك ، فولاه وسيره إليها ، وأحسن إلى الناس ، وقهر المفسدين وكفهم ، وهابه أهل البلد هيبة شديدة مع إحسانه إليهم .
[
nindex.php?page=treesubj&link=33758_33800ولادة nindex.php?page=showalam&ids=14918الفضل بن يحيى ] وفيها ولد
nindex.php?page=showalam&ids=14918الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك لسبع بقين من ذي الحجة قبل أن يولد
الرشيد بن المهدي بسبعة أيام ، فأرضعته
الخيزران أم الرشيد بلبن ابنها ، فكان
nindex.php?page=showalam&ids=14918الفضل بن يحيى أخا
الرشيد من الرضاعة .
ولذلك يقول
nindex.php?page=showalam&ids=16016سلم الخاسر :
أصبح الفضل والخليفة هارو ن رضيعي لبان خير النساء
.
وقال
أبو الجنوب :
كفى لك فضلا أن أفضل حرة غذتك بثدي والخليفة واحد
.
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33800ولاية الأغلب بن سالم إفريقية لما بلغ
المنصور خروج
محمد بن الأشعث من
إفريقية بعث إلى
الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي عهدا بولاية
إفريقية .
وكان هذا
الأغلب ممن قام مع
nindex.php?page=showalam&ids=12149أبي مسلم الخراساني ، وقدم
إفريقية مع
محمد بن الأشعث ، فلما أتاه العهد قدم
القيروان في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائة وأخرج جماعة من
قواد المضرية ، وسكن الناس .
وخرج عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12131أبو قرة في جمع كثير من
البربر ، فسار إليه
الأغلب ، فهرب
nindex.php?page=showalam&ids=12131أبو قرة من غير قتال ، وسار
الأغلب يريد
طنجة ، فاشتد ذلك على الجند وكرهوا المسير وتسللوا عنه إلى
القيروان ، فلم يبق معه إلا نفر يسير .
[ ص: 157 ] وكان
الحسن بن حرب الكندي بمدينة
تونس ، وكاتب الجند ودعاهم إلى نفسه ، فأجابوه ، فسار حتى دخل
القيروان من غير مانع .
وبلغ
الأغلب الخبر فعاد مجدا ، فقال له بعض أصحابه : ليس من الرأي ( أن تعدل [ إلى ] لقاء العدو في هذه العدة القليلة ، ولكن الرأي أن تعدل إلى
قابس ، فإن أكثر من معه يجيء إليك ، لأنهم إنما كرهوا المسير إلى
طنجة لا غير وتقوى بهم وتقاتل عدوك .
ففعل ذلك وكثر جمعه وسار إلى
الحسن بن حرب ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم
الحسن وقتل من أصحابه جمع كثير ، ومضى
الحسن إلى
تونس ( في جمادى الآخرة سنة خمسين ومائة ) ، ودخل
الأغلب القيروان .
وحشد
الحسن وجمع فصار في عدة عظيمة ، فقصد
الأغلب ، فخرج إليه
الأغلب من
القيروان ، فالتقوا واقتتلوا ، فأصاب
الأغلب سهم فقتله ، وثبت أصحابه ، ( فتقدم عليهم
المخارق بن غفار ، فحمل
المخارق على
الحسن ، وكان في ميمنة
الأغلب ، فهزمه ، فمضى منهزما إلى
تونس في شعبان سنة خمسين ومائة .
وولي
المخارق إفريقية في رمضان ، ووجه الخيل في طلب
الحسن ، فهرب
الحسن من
تونس إلى كنايه فأقام شهرين ، ثم رجع إلى
تونس ، فخرج إليه من بها من الجند فقتلوه .
( وقد قيل : إن
الحسن قتل بعد قتل
الأغلب ، لأن أصحاب
الأغلب ثبتوا بعد قتله ) في المعركة ، فقتل
الحسن بن حرب أيضا ، وولى أصحابه منهزمين وصلب
الحسن ، ودفن
الأغلب وسمي الشهيد ، وكانت هذه الوقعة في شعبان سنة خمسين ومائة .
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=33905الفتن بالأندلس في هذه السنة خرج
سعيد اليحصبي المعروف بالمطري بالأندلس بمدينة
لبلة .
وسبب ذلك أنه سكر يوما ، فتذكر من قتل من أصحابه اليمانية مع
العلاء ، وقد ذكرناه ، فعقد لواء ، فلما صحا رآه معقودا فسأل عنه فأخبر به ، فأراد حله ثم قال : ما كنت لأعقد لواء ثم أحله بغير شيء ! وشرع في الخلاف ، فاجتمعت اليمانية إليه وقصد
إشبيلية وتغلب عليها وكثر جمعه .
فبادره
عبد الرحمن صاحب
الأندلس في جموعه ، فامتنع
[ ص: 158 ] المطري في قلعة
زعواق لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ، فحصره
عبد الرحمن فيها ، وضيق عليه ، ومنع أهل الخلاف من الوصول إليه .
وكان قد وافقه على الخلاف
غياث بن علقمة اللخمي ، وكان بمدينة
شذونة ، وقد انضاف إليه جماعة من رؤساء القبائل يريدون إمداد
المطري ، وهم في جمع كثير .
فلما سمع
عبد الرحمن ذلك سير إليهم بدرا مولاه في جيش ، فحال بينهم وبين الوصول إلى
المطري ، فطال الحصار عليه وقلت رجاله بالقتل ، ففارقه بعضهم ، فخرج يوما من القلعة وقاتل وقتل وحمل رأسه إلى
عبد الرحمن .
فقدم أهل القلعة عليهم
خليفة بن مروان ، فدام الحصار عليهم ، فأرسل أهلها يطلبون الأمان من
عبد الرحمن ليسلموا إليه
خليفة ، فأجابهم إلى ذلك وآمنهم ، فسلموا إليه الحصن
وخليفة ، فخرب الحصن وقتل
خليفة ومن معه .
ثم انتقل إلى
غياث ، وكان موافقا
للمطري على الخلاف ، فحصرهم وضيق عليهم ، فطلبوا الأمان فآمنهم إلا نفرا كان يعرف كراهتهم لدولته ، فإنه قبض عليهم ، وعاد إلى
قرطبة ، فلما عاد إليها خرج عليه
عبد الله بن خراشة الأسدي بكورة جيان ، فاجتمعت إليه جموع ، فأغار على
قرطبة ، فسير إليه
عبد الرحمن جيشا ، فتفرق جمعه ، فطلب الأمان ، فبذله له
عبد الرحمن ووفى له .
ذكر عدة حوادث
وفيها عسكر
صالح بن علي بدابق ولم يغز .
وحج بالناس
nindex.php?page=showalam&ids=15337أبو جعفر المنصور ، وكان ولاة
الأمصار من تقدم ذكرهم .
[ الوفيات ]
وفيها
nindex.php?page=treesubj&link=34064_33800مات nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان بن مهران الأعمش ، وكان مولده سنة ستين . وفيها مات
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد الصادق ، وقبره
بالمدينة يزار ، وهو وأبوه وجده في قبر
[ ص: 159 ] واحد مع
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي بن أبي طالب .
وفيها مات
nindex.php?page=showalam&ids=15926زكرياء بن أبي زائدة .
وأبو أمية عمرو بن الحارث بن يعقوب مولى قيس بن سعد بن عبادة ، وقيل غير ذلك ، وكان مولده سنة تسعين .
وعبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، ويقال مولى تميم ، وهو ثقة .
nindex.php?page=showalam&ids=12526ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي .
nindex.php?page=showalam&ids=14409ومحمد بن الوليد الزبيدي .
nindex.php?page=showalam&ids=17000ومحمد بن عجلان المدني .
nindex.php?page=showalam&ids=14835وعوام بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني الواسطي .
ويحيى بن أبي عمرو السيباني ، من أهل
الرملة .
(
سيبان : بالسين المهملة ، ثم بالياء المثناة من تحت ، ثم بالباء الموحدة : بطن من
حمير ) .
[ ص: 155 ] 148
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33758خُرُوجِ حَسَّانِ بْنِ مُجَالِدٍ
وَفِيهَا خَرَجَ
حَسَّانُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَجْدَعِ الْهَمْدَانِيُّ .
وَمَالِكٌ هَذَا هُوَ أَخُو مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ . وَكَانَ خُرُوجُهُ بِنَوَاحِي
الْمَوْصِلِ بِقَرْيَةٍ تُسَمَّى
بَافَخَّارَى قَرِيبٍ مِنَ
الْمَوْصِلِ عَلَى
دِجْلَةَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عَسْكَرُ
الْمَوْصِلِ ، وَعَلَيْهَا
الصَّقْرُ بْنُ نَجْدَةَ ، وَكَانَ قَدْ وَلِيَهَا بَعْدَ
حَرْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَالْتَقَوْا وَاقْتَتَلُوا وَانْهَزَمَ عَسْكَرُ
الْمَوْصِلِ إِلَى الْجِسْرِ .
nindex.php?page=treesubj&link=33758وَأَحْرَقَ الْخَوَارِجُ أَصْحَابُ حَسَّانٍ السُّوقَ هُنَاكَ وَنَهَبُوهُ .
ثُمَّ إِنَّ
حَسَّانًا سَارَ إِلَى
الرَّقَّةِ وَمِنْهَا إِلَى الْبَحْرِ وَدَخَلَ إِلَى بَلَدِ
السِّنْدِ ، وَكَانَتِ
الْخَوَارِجُ مِنْ
أَهْلِ عُمَانَ يُدْخِلُونَهُمْ وَيَدَعُونَهُمْ ، فَاسْتَأْذَنَهُمْ فِي الْمَصِيرِ إِلَيْهِمْ ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ ، فَعَادَ إِلَى
الْمَوْصِلِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ
الصَّقْرُ أَيْضًا ،
وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَسَّانٍ الْهَمْدَانِيُّ ،
وَبِلَالٌ الْقَيْسِيُّ ، فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ
الصَّقْرُ ، وَأُسِرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14117الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَبِلَالٌ ، فَقَتَلَ
حَسَّانٌ بِلَالًا ، وَاسْتَبْقَى
الْحَسَنَ لِأَنَّهُ مِنْ
هَمْدَانَ ، فَفَارَقَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لِهَذَا .
وَكَانَ
حَسَّانٌ قَدْ أَخَذَ رَأْيَ
الْخَوَارِجِ عَنْ خَالِهِ
حَفْصِ بْنِ أَشْيَمَ ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ
الْخَوَارِجِ وَفُقَهَائِهِمْ .
وَلَمَّا بَلَغَ
الْمَنْصُورَ خُرُوجُ
حَسَّانٍ قَالَ : خَارِجِيٌّ مِنْ هَمْدَانَ ؟ قَالُوا : إِنَّهُ ابْنُ أُخْتِ
حَفْصِ بْنِ أَشْيَمَ . فَقَالَ : فَمَنْ هُنَاكَ ؟ وَإِنَّمَا أَنْكَرَ
الْمَنْصُورُ ذَلِكَ لِأَنَّ عَامَّةَ
هَمْدَانَ شِيعَةٌ
لَعَلِيٍّ ، وَعَزَمَ
الْمَنْصُورُ عَلَى إِنْفَاذِ الْجُيُوشِ إِلَى
الْمَوْصِلِ وَالْفَتْكِ بِأَهْلِهَا .
فَأَحْضَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبَا حَنِيفَةَ ، وَ
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابْنَ أَبِي لَيْلَى ، وَ
ابْنَ شُبْرُمَةَ ، وَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ
أَهْلَ الْمَوْصِلِ شَرَطُوا إِلَيَّ أَنَّهُمْ لَا يَخْرُجُونَ عَلَيَّ ، فَإِنْ فَعَلُوا حَلَّتْ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، وَقَدْ خَرَجُوا .
فَسَكَتَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَتَكَلَّمَ الرَّجُلَانِ وَقَالَا : رَعِيَّتُكَ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنْتَ ، وَإِنْ عَاقَبْتَ فَبِمَا يَسْتَحِقُّونَ . فَقَالَ
لِأَبِي [ ص: 156 ] حَنِيفَةَ : أَرَاكَ سَكَتَّ يَا شَيْخُ ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَبَاحُوكَ مَا لَا يَمْلِكُونَ ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ امْرَأَةً أَبَاحَتْ فَرْجَهَا بِغَيْرِ عَقْدِ نِكَاحٍ وَمِلْكِ يَمِينٍ ، أَكَانَ يَجُوزُ أَنْ تُوطَأَ ؟ قَالَ : لَا ! وَكَفَّ عَنْ أَهْلِ
الْمَوْصِلِ وَأَمَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبَا حَنِيفَةَ وَصَاحِبَيْهِ بِالْعَوْدِ إِلَى
الْكُوفَةِ .
ذِكْرُ اسْتِعْمَالِ
nindex.php?page=showalam&ids=15794خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ
وَفِيهَا
nindex.php?page=treesubj&link=33758اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ عَلَى الْمَوْصِلِ nindex.php?page=showalam&ids=15794خَالِدَ بْنَ بَرْمَكَ .
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَهُ انْتِشَارُ
الْأَكْرَادِ بِوِلَايَتِهَا وَإِفْسَادُهُمْ ، فَقَالَ : مَنْ لَهَا ؟ فَقَالُوا :
الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ ، فَأَشَارَ
عُمَارَةُ بْنُ غَمْرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15794بِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ ، فَوَلَّاهُ وَسَيَّرَهُ إِلَيْهَا ، وَأَحْسَنَ إِلَى النَّاسِ ، وَقَهَرَ الْمُفْسِدِينَ وَكَفَّهُمْ ، وَهَابَهُ أَهْلُ الْبَلَدِ هَيْبَةً شَدِيدَةً مَعَ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ .
[
nindex.php?page=treesubj&link=33758_33800وِلَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14918الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى ] وَفِيهَا وُلِدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14918الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ
الرَّشِيدُ بْنُ الْمَهْدِيِّ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ ، فَأَرْضَعَتْهُ
الْخَيْزُرَانُ أُمُّ الرَّشِيدِ بِلَبَنِ ابْنِهَا ، فَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=14918الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى أَخَا
الرَّشِيدِ مِنَ الرَّضَاعَةِ .
وَلِذَلِكَ يَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=16016سَلْمٌ الْخَاسِرُ :
أَصْبَحَ الْفَضْلُ وَالْخَلِيفَةُ هَارُو نُ رَضِيعَيْ لِبَانِ خَيْرِ النِّسَاءِ
.
وَقَالَ
أَبُو الْجَنُوبِ :
كَفَى لَكَ فَضْلًا أَنَّ أَفْضَلَ حُرَّةٍ غَذَّتْكَ بِثَدْيٍ وَالْخَلِيفَةَ وَاحِدِ
.
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33800وِلَايَةِ الْأَغْلَبِ بْنِ سَالِمٍ إِفْرِيقِيَّةَ لَمَّا بَلَغَ
الْمَنْصُورَ خُرُوجُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ مِنْ
إِفْرِيقِيَّةَ بَعَثَ إِلَى
الْأَغْلَبِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عِقَالِ بْنِ خَفَاجَةَ التَّمِيمِيِّ عَهْدًا بِوِلَايَةِ
إِفْرِيقِيَّةَ .
وَكَانَ هَذَا
الْأَغْلَبُ مِمَّنْ قَامَ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=12149أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، وَقَدِمَ
إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ
مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْعَهْدُ قَدِمَ
الْقَيْرَوَانَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَأَخْرَجَ جَمَاعَةً مِنْ
قُوَّادِ الْمُضَرِيَّةِ ، وَسَكَنَ النَّاسُ .
وَخَرَجَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12131أَبُو قُرَّةَ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ
الْبَرْبَرِ ، فَسَارَ إِلَيْهِ
الْأَغْلَبُ ، فَهَرَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=12131أَبُو قُرَّةَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ ، وَسَارَ
الْأَغْلَبُ يُرِيدُ
طَنْجَةَ ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْجُنْدِ وَكَرِهُوا الْمَسِيرَ وَتَسَلَّلُوا عَنْهُ إِلَى
الْقَيْرَوَانِ ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا نَفَرٌ يَسِيرٌ .
[ ص: 157 ] وَكَانَ
الْحَسَنُ بْنُ حَرْبٍ الْكِنْدِيُّ بِمَدِينَةِ
تُونُسَ ، وَكَاتَبَ الْجُنْدَ وَدَعَاهُمْ إِلَى نَفْسِهِ ، فَأَجَابُوهُ ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ
الْقَيْرَوَانَ مِنْ غَيْرِ مَانِعٍ .
وَبَلَغَ
الْأَغْلَبَ الْخَبَرُ فَعَادَ مُجِدًّا ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : لَيْسَ مِنَ الرَّأْيِ ( أَنْ تَعْدِلَ [ إِلَى ] لِقَاءِ الْعَدُوِّ فِي هَذِهِ الْعُدَّةِ الْقَلِيلَةِ ، وَلَكِنَّ الرَّأْيَ أَنْ تَعَدِلَ إِلَى
قَابِسَ ، فَإِنَّ أَكْثَرَ مَنْ مَعَهُ يَجِيءُ إِلَيْكَ ، لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا كَرِهُوا الْمَسِيرَ إِلَى
طَنْجَةَ لَا غَيْرُ وَتَقْوَى بِهِمْ وَتُقَاتِلُ عَدُوَّكَ .
فَفَعَلَ ذَلِكَ وَكَثُرَ جَمْعُهُ وَسَارَ إِلَى
الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا ، فَانْهَزَمَ
الْحَسَنُ وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ ، وَمَضَى
الْحَسَنُ إِلَى
تُونُسَ ( فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ ) ، وَدَخَلَ
الْأَغْلَبُ الْقَيْرَوَانَ .
وَحَشَدَ
الْحَسَنُ وَجَمَعَ فَصَارَ فِي عُدَّةٍ عَظِيمَةٍ ، فَقَصَدَ
الْأَغْلَبَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ
الْأَغْلَبُ مِنَ
الْقَيْرَوَانِ ، فَالْتَقَوْا وَاقْتَتَلُوا ، فَأَصَابَ
الْأَغْلَبَ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ ، وَثَبَتَ أَصْحَابُهُ ، ( فَتَقَدَّمَ عَلَيْهِمُ
الْمُخَارِقُ بْنُ غِفَارٍ ، فَحَمَلَ
الْمُخَارِقُ عَلَى
الْحَسَنِ ، وَكَانَ فِي مَيْمَنَةِ
الْأَغْلَبِ ، فَهَزَمَهُ ، فَمَضَى مُنْهَزِمًا إِلَى
تُونُسَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ .
وَوَلِيَ
الْمُخَارِقُ إِفْرِيقِيَّةَ فِي رَمَضَانَ ، وَوَجَّهَ الْخَيْلَ فِي طَلَبِ
الْحَسَنِ ، فَهَرَبَ
الْحَسَنُ مِنْ
تُونُسَ إِلَى كِنَايَهْ فَأَقَامَ شَهْرَيْنِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى
تُونُسَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ مَنْ بِهَا مِنَ الْجُنْدِ فَقَتَلُوهُ .
( وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ
الْحَسَنَ قُتِلَ بَعْدَ قَتْلِ
الْأَغْلَبِ ، لِأَنَّ أَصْحَابَ
الْأَغْلَبِ ثَبَتُوا بَعْدَ قَتْلِهِ ) فِي الْمَعْرَكَةِ ، فَقُتِلَ
الْحَسَنُ بْنُ حَرْبٍ أَيْضًا ، وَوَلَّى أَصْحَابُهُ مُنْهَزِمِينَ وَصُلِبَ
الْحَسَنُ ، وَدُفِنَ
الْأَغْلَبُ وَسُمِّيَ الشَّهِيدَ ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ .
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=33905الْفِتَنِ بِالْأَنْدَلُسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ
سَعِيدٌ الْيَحْصُبِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمَطَرِيِّ بِالْأَنْدَلُسِ بِمَدِينَةِ
لِبْلَةَ .
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ سَكِرَ يَوْمًا ، فَتَذَكَّرَ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْيَمَانِيَّةِ مَعَ
الْعَلَاءِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ ، فَعَقَدَ لِوَاءً ، فَلَمَّا صَحَا رَآهُ مَعْقُودًا فَسَأَلَ عَنْهُ فَأُخْبِرَ بِهِ ، فَأَرَادَ حَلَّهُ ثُمَّ قَالَ : مَا كُنْتُ لَأَعْقِدَ لِوَاءً ثُمَّ أَحُلَّهُ بِغَيْرِ شَيْءٍ ! وَشَرَعَ فِي الْخِلَافِ ، فَاجْتَمَعَتِ الْيَمَانِيَّةُ إِلَيْهِ وَقَصَدَ
إِشْبِيلِيَّةَ وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا وَكَثُرَ جَمْعُهُ .
فَبَادَرَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ
الْأَنْدَلُسِ فِي جُمُوعِهِ ، فَامْتَنَعَ
[ ص: 158 ] الْمَطَرِيُّ فِي قَلْعَةِ
زَعْوَاقَ لِإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، فَحَصَرَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِيهَا ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ ، وَمَنَعَ أَهْلَ الْخِلَافِ مِنَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ .
وَكَانَ قَدْ وَافَقَهُ عَلَى الْخِلَافِ
غِيَاثُ بْنُ عَلْقَمَةَ اللَّخْمِيُّ ، وَكَانَ بِمَدِينَةِ
شَذُونَةَ ، وَقَدِ انْضَافَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْقَبَائِلِ يُرِيدُونَ إِمْدَادَ
الْمَطَرِيِّ ، وَهُمْ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ .
فَلَمَّا سَمِعَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ذَلِكَ سَيَّرَ إِلَيْهِمْ بَدْرًا مَوْلَاهُ فِي جَيْشٍ ، فَحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْوُصُولِ إِلَى
الْمَطَرِيِّ ، فَطَالَ الْحِصَارُ عَلَيْهِ وَقَلَّتْ رِجَالُهُ بِالْقَتْلِ ، فَفَارَقَهُ بَعْضُهُمْ ، فَخَرَجَ يَوْمًا مِنَ الْقَلْعَةِ وَقَاتَلَ وَقُتِلَ وَحُمِلَ رَأْسُهُ إِلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ .
فَقَدَّمَ أَهْلُ الْقَلْعَةِ عَلَيْهِمْ
خَلِيفَةَ بْنَ مَرْوَانَ ، فَدَامَ الْحِصَارُ عَلَيْهِمْ ، فَأَرْسَلَ أَهْلُهَا يَطْلُبُونَ الْأَمَانَ مِنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِيُسَلِّمُوا إِلَيْهِ
خَلِيفَةَ ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ وَآمَنَهُمْ ، فَسَلَّمُوا إِلَيْهِ الْحِصْنَ
وَخَلِيفَةَ ، فَخَرَّبَ الْحِصْنَ وَقَتَلَ
خَلِيفَةَ وَمَنْ مَعَهُ .
ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى
غِيَاثٍ ، وَكَانَ مُوَافِقًا
لِلْمَطَرِيِّ عَلَى الْخِلَافِ ، فَحَصَرَهُمْ وَضَيَّقَ عَلَيْهِمْ ، فَطَلَبُوا الْأَمَانَ فَآمَنَهُمْ إِلَّا نَفَرًا كَانَ يَعْرِفُ كَرَاهَتَهُمْ لِدَوْلَتِهِ ، فَإِنَّهُ قَبَضَ عَلَيْهِمْ ، وَعَادَ إِلَى
قُرْطُبَةَ ، فَلَمَّا عَادَ إِلَيْهَا خَرَجَ عَلَيْهِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُرَاشَةَ الْأَسَدِيُّ بِكُورَةِ جَيَّانَ ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ جُمُوعٌ ، فَأَغَارَ عَلَى
قُرْطُبَةَ ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَيْشًا ، فَتَفَرَّقَ جَمْعُهُ ، فَطَلَبَ الْأَمَانَ ، فَبَذَلَهُ لَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَوَفَّى لَهُ .
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا عَسْكَرَ
صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ بِدَابِقٍ وَلَمْ يَغْزُ .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ
nindex.php?page=showalam&ids=15337أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ ، وَكَانَ وُلَاةُ
الْأَمْصَارِ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ .
[ الْوَفَيَاتُ ]
وَفِيهَا
nindex.php?page=treesubj&link=34064_33800مَاتَ nindex.php?page=showalam&ids=13726سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتِّينَ . وَفِيهَا مَاتَ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ ، وَقَبْرُهُ
بِالْمَدِينَةِ يُزَارُ ، وَهُوَ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ فِي قَبْرٍ
[ ص: 159 ] وَاحِدٍ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=35الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .
وَفِيهَا مَاتَ
nindex.php?page=showalam&ids=15926زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ .
وَأَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَيُقَالُ مَوْلَى تَمِيمٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=12526وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْقَاضِي .
nindex.php?page=showalam&ids=14409وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ .
nindex.php?page=showalam&ids=17000وَمُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ الْمَدَنِيُّ .
nindex.php?page=showalam&ids=14835وَعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُوَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ الْوَاسِطِيُّ .
وَيَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ ، مِنْ أَهْلِ
الرَّمَلَةِ .
(
سَيْبَانُ : بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ ، ثُمَّ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتَ ، ثُمَّ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ : بَطْنٌ مِنْ
حِمْيَرَ ) .